في هذا المقال نعرض بحول الله وتوفيقه صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة. حيث يتوالى البحث طويلا حول مدى صحة هذا حديث. وهل ورد عن الرسول حقا ما معناه أن داووا مرضاكم بالصدقة. فالبعض يقول أن هذا الحديث ليس ضعيفا والبعض الآخر يقول أنه ضعيفا جدا.
وبين ذلك وذاك لا نعلم أي الرأيين على صواب وأيهما أخطأ. لذلك تفحصنا جميع الحقائق وسوف نعرض لكم كافة المعلومات بصورة واضحة مبسطة في هذا المقال. حسب ماجاء عن علماء الحديث وكبار العلماء.
داووا مرضاكم بالصدقة
قد روي هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. فيقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “حصِّنوا أموالَكُم بالزكاةِ، وداووا مرضاكم بالصدقة ، وأعِدُّوا للبلاءِ الدعاءَ”.
وقد أتفق بعض أهل العلم علي صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة. فقد أجاز العلماء ومن بينهم ابن عثيمين إخراج الصدقة من أجل شفاء المرضى. وذلك إذا كان الشفاء للشخص نفسه أو لغيره.
ولكن وضح الإمام الألباني رحمة الله عليه أن هذا الحديث إسناده ضعيف جداً وقد ذكر أيضاً عن ابن أبي حاتم أن هذا الحديث غير صحيح و ” منكر”. واتفق مع رأيه الطبراني رضي الله عنه ويقول أنه لا يمكن إتخاذ هذا الحديث كدليل أو حجه بأي شكل من الأشكال.
صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقه
صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقه إسلام ويب:
ذكر موقع «إسلام ويب» إجابة على أحد السألين عن صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة. ورد بإجابة وهي أن الإمام الألباني قد صححه في صحيح الجامع وصحيح الترغيب وأضعف هذا الحديث في الترغيب.
وذكر السبب حيث أنه يقول أن هذا الحديث قد أضعف لأنه يحتوي علي جملة ” داوو مرضاكم بالصدقة ” بجانب جمل عديدة أخرى ولقد كتب الإمام الغماري عن صحة هذا الحديث وقد حكم عليه بالصحة وسمي كتاباته بالزواجر الملفقة للتداول بالصدقة.
قد يبدوا إليك الأمر متناقضا بعض الشيء، فهناك من يؤكد صحته وهناك من يؤكد عدم صحته ولكل منهم حجة يعتمد عليها. لكننا نحاول إيضاح الصورة كاملة أمامك.
ونعلم أن الصدقة في غاية الأهمية لقوله صلوات الله وسلامه عليه “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا” وهو حديث صحيح متفق عليه.
من الممكن أن تتسائل عن علاقة الصداقة بالمرض وأنه يبدو للوهلة الأولى أمر غريب. لكن الله سبحانه وتعالى قال “وإذا مرضت فهو يشفين” {1}. لكن في حقيقة الأمر علاج الأمراض يتعلق بقوة الإيمان واللجوء إلى الله والطلب منه وحده.
ومن الأدوية القلبية الدعاء والاستغفار والصدقات والتوبة والإحسان إلى الخلق والتقرب إلى الله بالطاعات والفرائض والنوافل. وغيرها كثيراً من الأشياء التي ننال منها فضل الله ومن بينها الصدقة.
نرشح لك هذا الحديث: صحة حديث من صلى علي الف صلاة
داوو مرضاكم بالصدقة الدرر السنية
يضعف موقع الدرر السنية من حديث داووا مرضاكم بالصدقة. حيث يشير إلى خلاصة حكمه أنه حديث ضعيف جدا راويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والمحدث الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة رقم 3492.
وفيما يلي سوف نوضح لحضراتكم أهمية الصدقة وأثرها الرجعي على القائم بها. كذلك سوف نقدم تفسيراً مبسطا للحديث بين ثنايا السطور.
نرش لك هذا الحديث: اعقلها وتوكل
داووا مرضاكم بالصدقة تفسير
قد أمرنا الله تعالى بفعل الصدقات قدر المستطاع. وهذا دليل كبير على كون الصدقه غير مكروهة. بل هي مستحبة من أجل رفع البلاء وفك الكروب. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم الكثير من الآيات التي تتحدث عن الصدقات وعلى من تجوز.
وتناولت فيما معناها أن الإنسان بعد موته يطلب من الله عز وجل العودة إلى الدنيا مرة أخرى لكي يعمل صالحاً ويقدم الصدقات لأهلها. وهذا أقصى طموحه لأنه أدرك أهمية الصدقات.
ويشير تفسير حديث داووا مرضاكم بالصدقة إلى أن الصدقات لها دور هام في رفع الابتلاء والتخفيف منه. وهو علاج مضمون لكل من به سقم ويريد الشفاء العاجل. وفي الاختلاف رحمة لذلك يمكننا العمل بهذا الحديث والاكثار من الصدقات رغبة في رضوان الله فقط لا غير.
اقرأ أيضا: صحة حديث سؤر المؤمن شفاء
أهمية الصدقة من القرآن والسنة
يرى كلا من بن باز وابن عثيمين أن الصدقة وخاصة صدقة التطوع وصدقة السر من أفضل العبادات التي تمكن المرء من الاقتراب إلى الله. وجاءت في الكثير من الآيات القرانية والأحاديث.
فيقول الله تعالى ” فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” {2}. وفي هذه الآية الكريمة أشار الله لكل ما يستطيع من التصدق بالمال والطعام أو الشراب على المحتاجين والفقراء والمساكين وهذه الصفات هي صفات وصفها الله للفائزين في الدنيا والآخرة.
وفي قول آخر قال تعالى ” إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير” {3}. وقد أوضح الله فيها فضل الصدقة وأن أفضلها هي صدقة السر التي لا يعلم عنها أحد غير الله عز وجل.
كما جاء في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة فضل الصدقات. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله” رواه مسلم.
وهذا الحديث صحيح يخبرنا فيه النبي أن الصدقة التي تتصدق بها على الفقراء والمساكين لن تنقص شئ منك وإنما تزيد مالك بركة. وإن العبد ليزداد عند الله عفوا وإن الذين يتواضعون في الدنيا يرفعهم الله درجات في الآخرة.
وأخبرنا الله تعالى بأن للفقراء والمساكين علينا حق من أموالنا فيقول الله تعالى “وفي أموالهم حق للسائل والمحروم” {4}. فعلينا أن تعطي ونخرج جزءًا من أموالنا للمساكين والفقراء إلا إذا علمت أنه كذاب فلك الحق في الامتناع عن إعطاءه.
رواية حديث داوو مرضاكم بالصدقة
يروى أيضاً هذا الحديث “داوو مرضاكم بالصدقة” عن أبي أمامه الباهلي والذي جعل الناس يتسالون عن ماهية العلاقة بين الصدقات وعلاج الأمراض. ذلك لأن علاج الأمراض هو هبة من عند الله فهو الذي يُمرض وهو الذي يُشفي.
وفي حالة إذا أُصبت بمرض سواء أكان خطير أو بسيطا فلا يقدرعلي شفائك غير الله سبحانه وتعالى. وجعل الله القرآن فيه الشفاء لقوله تعالى “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين” {5}.
فالقران هو الدواء الأمثل للشفاء من جميع الأمراض البدنية أو القلبية وهو راحة للقلب والعقل وشفاء من جميع الأمراض. ويكون في القرآن شفاءًا حقا إذا آمن المريض به وأنه يشفيه بالفعل.
كما أن الصدفه تعتبر من أعظم الأعمال التي يمكن الإنسان أن يتقرب بها من الله. فلها نتائج مذهلة في فك الكروب وتفريجها ودفع البلاء وذلك نتيجة دعاء الفقراء والمساكين للمتصدقين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أفضل أنواع الصدقة سقي الماء” وسقي الماء قد يكون للطير أو للحيوان أو للإنسان ويمكن الحصول على ذلك الفضل عن طريق الإشتراك في حفر بئر في بعض المناطق التي ليس بها أنهارا أو بحارا.
أو من خلال شراء مبرد المياه ووضعه في طريق يمر عبره الناس أو إعطاء فقير زجاجة ماء محتاج إليها أو أي شخص في الطريق ويحتاج إلى الماء.
نرشح لك: صحة حديث من صام 9 من ذي الحجة
فضل الصدقة في الدنيا والآخرة
وبعد ما بينا في جاء حديث داوو مرضاكم بالصدقة ،نبين باذن الله فضل الصدقة. حيث أن فضل الصدقة في الآخرة أنها تنجي من عذاب النار. كذلك تمنع عن المتصدق غضب الله وسخطه عليه. وتقوم الصدقات برفع البلاء وفرج الكروب بإذن الله تعالى. كما أن المتصدق يدخل يوم القيامة إلى الجنة من باب الصدقة.
وهناك الكثير من الأشياء التي تصلحها الصدقه مثل معاناة بعض الآباء من فساد أبنائهم ولم يصلحهم الله إلا بعمل مايلي:
- دعاء الوالد لولده بصلاح الحال وإن يقربه الله إليه.
- الصدقة ولكن بنية صلاح الأبناء وأن يقيهم الله من الابتلاءات والمصائب.
كما أن الصدقة تعمل على مضاعفة الأموال وزيادتها بركة. وذلك لأن الله تعالى ذكر في كتابه العزيز أن الصدقة أو إخراج الأموال للعطف على الفقراء والمساكين بنية الصدقة سوف يضاعف الله له ماله ويبارك له فيه فلا ينتقص منه شئ.
وفي نهاية مقالنا الذي دار حول صحة حديث داووا مرضاكم بالصدقة. نكون قد أوضحنا لكم أن هذا الحديث ضعيف جدا ويوجد بعض الأحاديث التي ذكرناها في هذا المقال منها الصحيح ومنها الضعيف وكذلك ذكرنا لكم بعض النقاط عن فضل الصدقة وأهمية الصدقات بمختلف أشكالها. كما ذكرنا بعض الآيات والأحاديث الدالة على ذلك .. تابعونا ليصلكم كل ما هو جديد.
المصادر
- {1} سورة الشعراء الآية 80.
- {2} سورة التغابن الآية رقم 16.
- {3} سورة البقرة الآية رقم 271.
- {4} سورة الذاريات الآية رقم 19.
- {5} سورة الإسراء الآية رقم 82.
إقرأ أيضاً:
- صحة حديث انت ومالك لابيك
- صحة حديث موت المؤمن بعرق الجبين
- معنى زبر الحديد في القرأن الكريم
تعليق واحد