صحة حديث

صحة وشرح حديث لا تسبوا أصحابي

نعرض ف هذا المقال صحة حديث لا تسبوا أصحابي وشرح هذا الحديث .لقد حصل خلاف بين الصحابيين الجليلين: عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد رضي الله عنهما.

وقد كان الصحابي عبد الرحمن بن عوف من الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، وأما الصحابي خالد بن الوليد فقد أسلم بعده، فلما بلغ هذا النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

لا تسبوا أصحابي

هناك بعض الوقفات مع حديث لا تسبوا أصحابي سنستعرضها معًا على النحو التالي:

  • يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه):  فإن المد هو ملء كفي الرجل المعتدل معًا، والنصيف أي النصف، والمعنى: لو قام أحد بإنفاق نفقة قدر جبل أحد من الذهب الخالص، لم يبلغ في الثواب نفقة واحد من صحابة الرسول مد أو نصف مد.

  • سبب تفضيل نفقة الصحابة رضوان الله عليهم: يقول الإمام النووي في شرحه للحديث ما حاصله: سبب تفضيل نفقة الصحابة أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال، بخلاف غيرهم، ولأن إنفاقهم كان في نصرته صلى الله عليه وسلم وحمايته، وذلك معدوم بعده، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم، وهذا كله مع ما كان فيهم في أنفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والإيثار والجهاد في الله حق جهاده، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل، ولا ينال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

  • حديث الرسول موجه إلينا نحن من باب أولى: فإن زجر بعض من لحق النبي صلى الله عليه وسلم عن سب صحابته، فهذا يقتضي نهي من لم يدركه عن سبهم من باب أولى.

  • النهي عن الخوض فيما نشب بينهم: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في توضيحه لعقيدة أهل السنة والجماعة: “ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون”.

حديث لا تسبوا أصحابي

حديث لا تسبوا أصحابي هو حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه “، ومن هذا الحديث نستنتج معًا عظم مكانة الصحابة وعلوها، وهذا ما سنتناوله بشيء من التفصيل في المقال التالي.

مرشح لك: من أعان ظالما سلطه الله عليه

صحة حديث لا تسبوا أصحابي

وفيما يخص صحة حديث لا تسبوا أصحابي، فهو حديث صحيح ثابت في صحيح البخاري ومسلم، وقد رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وبهذا يكون الحديث صحيح وروده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا أدنى شك.

لا تسبوا أصحابي الدرر السنية

وفيما يخص لا تسبوا أصحابي كما جاء في الدرر السنية، نذكر لكم ما يلي:

●لقد نهى رسول الله عن سب الصحابة رضي اللهِ عنهم والمراد بـ ( أصحابي ) ها هنا أمرين، فلو كان قد خاطب صحابته، فالحديث موجه للمتأخرين منهم، يريد أن يخبرهم أنهم لن ولم يتمكنوا من بلوغ منزلة السابقين، ولو كان حديثه موجه لمن سوف يأتي من بعده فيكون المعنى: وصلوا لمن يأتي.

●بعدها يؤكد الرسول على هذا المعنى قائلًا: «فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»، ويريد: لو قام أحدكم بالإنفاق مثل حجم جبل أحد ذهب، لم يبلغ على هذا في ثوابه ثواب إنفاق واحد من الصحابة ولو مدًا واحدًا.

فوضح بهذا أن المجهود القليل لواحد من الصحابة، والبسيط من مقدار النفقة التي أنفقوها ابتغاء مرضاة اللهِ، المقرون بتعسر معيشتهم والشدة التي كانت تلازمهم. أقرب وأفضل عندَ اللهِ، وأطهر من العديد من نفقات الكثير من بعدهم، فالبسيط الذي بذله أحدهم أعظم ثوابًا وأفضل من الكثير الذي يبذله غيرهم. ومن هذا نستنتج إلا اقتران سبق الصحابة ومعاصرتهم لرسول الله بعظم منزلتهم وكبر ثوابهم.

اقرأ أيضا: صحة حديث خيركم من بشر بالانثى

سبب حديث لا تسبوا أصحابي

وفيما يتعلق بسبب حديث لا تسبوا أصحابي، نذكر لكم الآتي:

  • أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف: تستطيلون بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبًا ما بلغتم أعمالهم).

  • وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وقع بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد بعض ما يكون بين الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوا لي أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا لم يدرك مد أحدهم ولا نصيفه).

  • وفي لفظ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه).

اقرأ أيضا: حديث عمود النار

لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي؟

لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي؟

لقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم بالنهي عن سب أي أحد من الصحابة. وأبلغنا أنه لو قام واحد من الناس بالإنفاق في سبيل الله قدر جبل أُحد ذهبًا. فهو مع هذا لم يبلغ في ثوابه هذا ثواب نفقة واحد من الصحابة بملأ كفيه طعامًا ولا حتى نصف ذلك.

ويرجع السبب في ذلك هو أن الصحابة مجتمعين في منزلة أفضل وأعلى من منزلة جميع من جاء بعدهم، والسبب في هذا هو تفضيل نفقتهم عن غيرهم بسبب أنها كانت في زمن الضرورة وتعسر الحال. بالإضافة إلى أن إنفاقهم كان في سبيل نصرته صلى الله عليه وسلم ولحمايته، وهذا غير ممكن بعده صلوات ربي وسلامه عليه.

وكذا الأمر في جهادهم وكل طاعتهم، بالإضافة إلى ما كان بداخل أنفسهم من الخوف والشفقة التقرب والتودد والتقرب والجهاد في الله أكمل جهاد. وكذلك فضل الصحبة ولو ثانية واحدة لا يضاهيها أي عمل آخر، هذا وأن الفضائل لا يتم أخذها بقياس معين، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء.

حديث ﷺ “لا تسبوا أصحابي” – عثمان الخميس

وإلى هنا قراءنا الكرام نكون قد وفقنا بفضل الله تعالى وبركاته علينا من مقالنا الذي كان بعنوان حديث لا تسبوا أصحابي. وقد سلطنا الضوء على سبب نزول هذا الحديث وشرحناه بشكل بسيط وميسر حتى يسهل على الجميع فهمه.

اقرأ المزيد:

[ays_poll id=4]
المصدر
صحيح البخاريصحيح مسلم رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنهالدرر السنيةأخرجه ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنهشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى