خواطر

معنى ولا تمنن تستكثر

لقد وردت آية ولا تمنن تستكثر في سورة المدثر، ومن الواجب على كل مسلم عاقل يخشى الآخرة ويرجو رحمة ربه أن يتفكر ويتدبر في معاني آيات القرأن الكريم، وفي مقالنا اليوم، سوف نتناول باذن المولى عز وجل بشيء من التفصيل عن معنى آية ولا تمنن تستكثر.

ولا تمنن تستكثر

إن الآية الرابعة من سورة المدثر ,ولا تمنن تستكثر قد ذكر فيها المسائل التالية:

  • المسألة الأولى: وفيها أقوال،

الأول: لا تعط عطية فتطلب أكثر منها وهذا قول ابن عباس.

الثاني: لا تمنح الأغنياء عطية يكون هدفك منها أن تنال منهم مقابلًا أكثر.

الثالث: لا تمنح عطية أو صدقة وتكون في انتظار ثواب عليها.

الرابع: ولا تمن بنبوتك على الناس وتريد أن تأخذ منهم أجرًا.

الخامس: لا تغتر بعملك [ تستكثره] على ربك، قاله الحسن.

  • المسألة الثانية وفيها أقوال يتقارب معانيها، وهي:

” لا تعط عطية فتطلب أكثر منها ” فهذا لا يتناسب مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يليق بمرتبته .

وقد قال : { وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله }، وقد روى أبو داود وغيره عن عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية، ويثيب عليها }.

وفي الصحيح في الحديث واللفظ للبخاري قال صلى الله عليه وسلم : { لو دعيت إلى كراع لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت } ، وقد قال الله تعالى : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } .

  • المسألة الثالثة وفيها أن قوله: { تستكثر } قد وردت فيها القراءات بإسكان الراء، وروي بضم الراء.

فإذا سكنت الراء تكون جوابا للأمر بالإقلال، وإن ضمت الراء أصبحت فعلًا مقدر الاسم وأصبح بمعنى الحال.

ولا تمنن تستكثر للشعراوي

اختلف أهل التأويل في تأويل ولا تمنن تستكثر، فقال بعضهم إن معنى ذلك:

  • ولا تمنح يا محمد منحة وتكون نيتك من ورائها أن تعطى أكثر منها.

و الأدلة لمن قال بهذا القول:

  • عن ابن عباس، قوله: ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) قال: لا تُعط عطية تلتمس بها أفضل منها.
  • حدثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن المُغيرة، قال: ثني أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرميّ، قال: ثني أرطاة عن ضمرة بن حبيب وأبي الأحوص في قوله: ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) قال: لا تعط شيئا، لتُعْطَى أكثر منه.
  • حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن عكرِمة، في قوله: ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) قال: لا تعط شيئا لتُعْطَى أكثر منه.
  • حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني من سمع عكرِمة يقول: ولا تمنن تستكثر قال: لا تعط العطية لتريد أن تأخذ أكثر منها.
  • حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل، عن منصور، عن إبراهيم ولا تمنن تستكثر قال: لا تعط كيما تَزداد.
  • حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن مُغيرة، عن إبراهيم، في قوله: ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) قال: لا تعط شيئا لتأخذ أكثر منه.
  • حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) قال: لا تعطِ لتُعْطَى أكثر منه.

كتب مهمة : كتاب البداية والنهاية – تحميل وقراءة الكتاب الاصلي

وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ولا تمنن تستكثر

( والرجز فاهجر ) فيه مسائل :

المسألة الأولى

ذكروا في الرجز وجوهًا :

الأول : قال العتبي : الرجز العذاب ، قال الله تعالى : ( لئن كشفت عنا الرجز ) [ الأعراف : 134] أي يريدون العذاب، ثم يقولون سمي كيد الشيطان بالرجز لكونه سبب يستلزم عذاب صاحبه، وأطلق على الأصنام مصطلح الرجزا أيضًا لنفس المعنى، وإن أخذنا بهذا القول ستكون الآية دليل على وجوب الاحتراص والابتعاد عن كل المعاصي ، وبناءًا على هذا القول نستنتج احتمالان :

أحدهما : أن قوله : ( والرجز فاهجر ) أي يريد به : كل ما يوقع صاحبه في الرجز وعليه أن يهجره، والتقدير: وكل ما يولد الرجز فاهجره، وعلى هذا يكون المضاف محذوفًا .

  • والثاني: أنه أطلق على كل ما ينتج عنه العذاب بالعذاب وذلك من باب تسمية الشيء باسم ما يلازمه ويتصل به .
  • القول الثاني : وفيه يكون الرجز يطلق على كل ما هو قبيح ومستقذر، ويكون: ( والرجز فاهجر ) كلام عام يشمل الابتعاد عن كل ما يشين صاحبه في مكارم الأخلاق ، كأنه قيل له : اهجر الجفاء والسفه وكل شيء قبيح ، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز ، وهذا يشاكل تأويل من فسر قوله : ( وثيابك فطهر ) على تحسين الخلق وتطهير النفس عن المعاصي والقبائح .

اقرأ أيضا : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

المسألة الثانية

: احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية ، قال : لولا أنه كان مشتغلا بها وإلا لما زجر عنها بقوله : ( والرجز فاهجر ) والجواب : المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران ، كما أن المسلم إذا قال : اهدنا ، فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا ، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية ، فكذا ههنا .

المسألة الثالثة

قرأ عاصم في رواية حفص ” والرجز ” بضم الراء في هذه السورة ، وفي سائر القرآن بكسر الراء ، وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر بالكسر ، وقرأ يعقوب بالضم ، ثم قال الفراء : هما لغتان ، والمعنى واحد ، وفي كتاب الخليل : الرجز بضم الراء عبادة الأوثان ، وبكسر الراء العذاب ، ووسواس الشيطان أيضا رجز ، وقال أبو عبيدة : أفشى اللغتين وأكثرهما الكسر .

نعتقد انه يهمك :

[ays_poll id=4]
المصدر
سورة المدثر Al Muddathirالاية رقم 6 من سورة المدثر
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى