معلومات دينية
أخر الأخبار

جبر الخواطر باب من أبواب الجنة

في الحديثي الشريف “كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق” ولذلك جبر الخواطر باب من أبواب الجنة حيث أن الإنسان يحيا بكلمة طيبة وابتسامة من القلب. كم هو جميل أن تبدأ يومك بكلمة إيجابية من أحدهم تغير شكل اليوم لأجمله. لذلك ليس جبر الخواطر باب عظيم للانسان يحصل منه الأجر والثواب وينتفع وينفع الناس به.

صدقة تضاف الي رصيد حسناتك وترفع من نفسك ونفس من تخفف عنه متاعب الحياة. لذا اجعل من نفسك شخص في موضع مسكنات الألم اجعل كل من يراك يشعر بالسرور.

معني الإيجابية هو مصطلح مأخوذ من جبر الخواطر في حالة التعامل مع الأشخاص عموما. إذا أردت مثلا أن تكون ايجابيا فلابد وأن تكون جابرا للخواطر أولا. مثلا إذا قمت بتحويل نظرة أحدهم من اليأس الي الفرحة والبشري فأنت شخص إيجابي جابرا للخواطر.

يقول الإمام سفيان الثوري: “ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم”. 
جبر الخواطر باب من أبواب الجنة
كن جابرا للخواطر

جبر الخواطر باب من أبواب الجنة

جبر الخواطر باب من أبواب الجنة وعلي الرغم من ذلك فإن هذا المصطلح لم يرد في القرآن الكريم بصورة صريحة. لكن في مضمون الدين الإسلامي عموما قد نص الاسلام علي جبر الخواطر بالقول والفعل. وقد أمر الله سبحانه وتعالى بجبر الخواطر في الكثير من المعاني بكتابه العزيز.

{َأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}[2] الضحي

ليس ذلك فحسب بل أن عبادة جبر الخواطر ما هي إلا دليل علي حسن أخلاق الفرد. فهي حقا خلق إسلامي عظيم الشأن يدل علي عظم قلب المؤمن وسلامة صدره. جبر الخواطر باب من أبواب الجنة وذلك لعظم الأجر والثواب علي هذه العبادة فأنت أيها المسلم تجبر بها القلوب.

وبالنظر الي مصطلح جبر الخواطر ستجد أن هذا المصطلح مأخوذ من أحد أسماء الله الحسنى. وهو الجبار ففي ذلك راحة وطمأنينة للقلب لأن الله هو الذي يجبر عباده. سبحانه وتعالى هو الذي يبدل الفقر بالغني والمرض بالصحة.

“الذِي يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ”. تفسير أسماء الله للزجاج (ص: 34). 
جبر الخواطر باب من أبواب الجنة
حديث نبوي عن جبر الخواطر

حديث نبوي عن جبر الخواطر

قد تعتقد لوهلة ما أن العبادات تقتصر علي الصوم والصلاة والزكاة وغيرها. أيضا قد تأخذك الغفلة عن أن هناك كثير من العبادات تؤجر عليها لعظم ثوابها ولقربها من الله. فما أجمل أن تحيي شخصا بكلمة أو أن تنزع اليأس من قلب أحدهم. بالفعل هناك عبادة لها هذا الأثر وثوابها تناله وقتها وبعد حين. فكلما غلقت أمام وجهك الأبواب وكلما وصدت المصابيح فلن تجد وقتها سوي أجر عبادة جبر الخواطر.

بالنظر إلي الأدعية الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنجد أن رسول الله قد اختص جبر النفوس في العديد من الأدعية. وما أجمل رسولنا الكريم حينما بكي خوفا علينا خوفا علي أمته وقد وعده الله عز وجل. بأن يجبر خاطره في أمته ولن يسوءه فيهم أبدا.

فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني”. سنن الترمذي. 
فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى . فقال اللهُ عزَّ وجلَّ : يا جبريلُ ! اذهب إلى محمدٍ، – وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ. فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما قالَ . وهو أعلمُ . فقال اللهُ : يا جبريلُ ! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ : إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ .
قال ابن قدامه -رحمه الله-: “وكان من توجيهات ربنا -سبحانه وتعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم، فكما كنت يتيماً يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل: طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال”. تفسير ابن كثير (9/427) 
جبر الخواطر باب من أبواب الجنة
جبر الخواطر باب من أبواب الجنة

مواقف عن جبر الخواطر

(من سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر).

لكل منا في ذاكرته نوعين من الأشخاص اولهما من كان سببا في تفريج هم أو رسم بسمة علي وجهنا الحزين. فذلك الشخص نسميه جابرا للخواطر عالما بأن جبر الخواطر باب من أبواب الجنة فعمل بهذه العبادة. أما الثاني هو الشخص الذي تخاذل عنا أو الشخص الذي لم يري دموعنا ولم يمسحها بكلمة طيبة تفرج عن قلوبنا الهم. كلاهما بداخلنا ولا ننكر تأثيرهما علينا لكن الأول فضل ثواب العبادة والآخر فضل ثواب العبادات الأخري فحسب.

ومن مواقف جبر الخواطر وعظم شأنها عند الله عندما عاتب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. لأنه أعرض عن ابن أم مكتوم وكان أعمى فقد أتي الي رسول الله صلوات الله عليه سائلا مستفسرا. وقد طلب من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا علمني مما علمك الله. كان رسول الله صلوات ربي عليه منشغلا بدعوة بعض صناديد قريش وقد أعرض عن ابن أم مكتوم حينها. فأنزل الله سورة عبس حتي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان كما جاء في تفسير القرطبي.

"عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى" سورة عبس:1 – 4

من السيرة النبوية أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جبر الخواطر إنه كان لا يرد سائلا قط. ولا يتغافل صلوات ربي عليه عن أحد مهموما كان أو مكروبا. ذات يوم دخل أحدا من الأنصار المسجد يدعي أبو أمامة فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة. رد عليه أبو أمامة قائلا هموم وديون لزمتني يا رسول الله. فقال له صلى الله عليه وسلم سأعلمك كلاما إن قلته أذهب عنك الله بأمره وحده الدين.

”يا أبا أمامة، مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك، وقضى عنك دينك، قلت: بلى يا رسول الله؟ قال:قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة: ففعلت ذلك، فأذهب الله -عز وجل- همي وقضى عني ديني”. سنن أبي داود>
جبر الخواطر باب من أبواب الجنة
جبر الخواطر

أقوال في جبر الخواطر “جبر الخواطر باب من أبواب الجنة “

 ازرعْ جميلاً ولو في غيرِ مَوضعهِ
فَلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرِعا
إنَّ الجميلَ وإن طالَ الزمانُ بهِ
فليسَ يَحصدُهُ إلا الذي زَرَعا

ليس المقصود بأقوال عن جبر الخواطر أحاديث أو آيات قرآنية فقط. بل المقصود أقوال وأشعار وقد تكون بعض التفسيرات للأئمة العظماء. فقد تم تداول الأقوال المأثورة وابيات الشعر التي تعبر عن عظم شأن عبادة جبر الخواطر باب من أبواب الجنة.

وقد اشتهرت الأقوال عن جبر الخواطر بين الناس وكان الغرض منها حث الأفراد علي أهمية هذه العبادة. يوجد أيضا حديث شريف معناه جميل للغاية عن جبر الخواطر ولكنه بإسناد ضعيف ولكن لا بأس للعمل به.

“اصنَعِ المعروفَ إلى منْ هوَ أهلُه، وإلى غيرِ أهلِهِ، فإنْ أصبتَ أهلَهُ أصبتَ أهلَهُ، وإنْ لمْ تصبْ أهلَهُ، كنتَ أنتَ أهلَهُ”[5] إسناد ضعيف
• ومما روي عن النبي في جبر الخواطر حديث صحيح السند جاء فيه “مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أَخيه”[6].

• النّاسُ للناسِ حتّى وإنِ اخْتلفوا
فيْما اسْتطابوا أوِ ارْتدوا أوِ اعتقدُوا
هدْيُ النبيِّ وإخوةٌ لهُ بُعثوا
من قبل للنّاسِ لطفاً أينما وُجِدوا
فكنْ أُخيَّ كما أرادكَ القدرُ
واجْذُلْ إذا جَذِلوا واكمدْ إذا كمِدوا
وامْدُدْ يديك بإحسانٍ لِمنْ نُكبوا
وادْعُ بخيرٍ لمنْ نجَوا ومن فُقِدوا
جبر الخواطر باب من أبواب الجنة
أسعد من حولك

جبر الخواطر في القرآن

جبر الخواطر باب من أبواب الجنة ولكن لم يتواجد هذا المصطلح بعينه في القرآن الكريم. لكن هناك العديد من المواقف التي وردت في القرآن الكريم وقد أسست جبر الخواطر ووضحت عظم شأنه. فمثلا في سورة يوسف أنزل الوحي من الله سبحانه وتعالى من أجل تثبيت قلب سيدنا يوسف عليه السلام حتي يجبر خاطره. لانه تعرض للظلم الشديد والاذي من اخوته ونظرا لان المظلوم يحتاج الي جبر الخواطر فقد أنزل الله هذه الآيات الكريمة.

فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يوسف:15

من مواقف جبر الخواطر في القرآن موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة. فالرسول صلوات الله عليه ولد في مكة وأخرج منها ظلما وفي هذا الموقف قد احتاج الي المواساة وجبر الخاطر فجبر الله خاطره.

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص:85 
جبر الخواطر باب من أبواب الجنة
من جبر خاطر الناس جبر الله خاطره

من جبر خواطر الناس جبر الله خاطره

كما تحدثنا من قبل عن أن جبر الخواطر باب من أبواب الجنة ولا شك أن في هذا الزمان نحن في أشد الحاجة إلي المواساة. في أشد الحاجة إلي جبر الخواطر والتخفيف عن القلوب المنكسرة المنهكة من مصائب الزمان. بالنظر إلي هذا الوقت ستجد فساد للذمم ستجد هموم كثيرة لا حصر لها ولا عدد. فمثلا هناك من تزوجت ولن تنجب وهناك من يريد الزواج ولا يقدر علي تكاليفها. هناك المريض والمبتلي في أبنائه وذاك اليتيم وذاك المسكين وغيرهم. وبالنظر إلي عبادة جبر الخواطر باب من أبواب الجنة ستجد أنها لا تحتاج لمشقة ولا عناء أو مجهود. عبادة لا تكلفك الكثير من الوقت أو الجهد ولكن ثوابها عند الله كبير.

فربما قد يكتفي أحدهم من دعائك أو موعظة او كلمة حسنة. وربما يحتاج ذاك الي مساعدة مالية او معنوية وقد يكتفي غيره بابتسامة أو كلمة طيبة تخفف عنه الم اليوم. أجبر خواطر الناس يجبر لك الله خاطرك ولا تنس بأن جبر الخواطر باب من أبواب الجنة.

  • اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين وارحمني واجبر بخاطري أنا وجميع ضعفاء المسلمين.
  • أسألك يا الله باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تجبر خواطرنا بعفوك.
  • رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري.
  • اللهم نجني من همي وفرج كربي واشرح صدري ولا تحملني ما لا طاقة لي به.

أن عبادة جبر الخواطر ما هي إلا دليل علي حسن أخلاق الفرد. فهي حقا خلق إسلامي عظيم الشأن يدل علي عظم قلب المؤمن وسلامة صدره. جبر الخواطر باب من أبواب الجنة

{َأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}[2] الضحي

[ays_poll id=4]
اظهر المزيد

مروة أبو النجا

كاتبة علي المواقع والمدونات الإلكترونية ليست هواية لكن الكتابة بالنسبة لي جزء لا يتجزأ من الحياة مثل القراءة. حياتي مليئة بما أفعله ، لكن الكتابة تجملها وتجعلها أكثر إشراقا. المهارات : كتابة مقالات إلكترونية ، البرمجة اللغوية العصبية ، فوتوشوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى