خواطر

معنى خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ,تفسيرا مفصلا

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين” والأخذ بالعفو والأمر بالعرف والاعراض عن الجاهلين. هذة الأمور هي ان شاء الله تعالى أصلا في مكارم الأخلاق. فمن تتعامل معه من الناس لا يخلو أن يكون أحد رجلين.اما ان يكون محسنا واما أن يكون مسيئا. فتعاملنا مع المحسن بأن لا نكلفه منا ما لا يطيق. يكفينا منه حبه للخير وكونه محسنا. وهذا معنى قول الله تعالى في أول الايه خذ العفو ,أي ما فضل وزاد وطابت به النفس من الأخلاق أو غيره. فخذ العفو أي اقبله ولكن لا تبحث عنه أو تكلفهم ما لا يطيقون. ولذلك قال الله تعالى خذ العفو ,هذا في حالة كان الانسان المقابل محسنا.

خذ العفو وأمر بالعرف

خذ العفو مثل ما تم توضيحه هذا في حال كان الانسان المقابل محسنا. أما اذا كان مسيئا فلا يطالب منه احسان ولكن يطالب منه المعروف. بمعنى في حاله الحقوق له حق وعليه حق. فنعامله بالمعروف ,فان جادل ولم يحسن الي حتى أعده محسنا ولم يقبل المعروف. فالواجب في هذه الحالة أن أعرض عنه. لأنه في هذة الحالة يصبح جاهلا وكذلك يدخل في قول الله تبارك وتعالى : ” وأعرض عن الجاهلين “.

القيمة المستفادة من قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأعرض عن الجاهلين)

قال سفيان الثوري رحمه الله ,كل شئ وجدته في القرأن مما ينفع الناس. قيل له أين تجد المروءة في القرأن ,لأن لفظ المروءة لم يرد في القرأن. فقال في قول الله تبارك وتعالى ,خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين.

معنى كلمة مروءة

وكلمة مروءة مأخوذة من المرء ,كما يقال انسانية مأخوذة من انسان ,وفتيه من فتى. كذلك مروءة مأخوذة من المرء. ومعنى مروءة :أن الانسان اذا اكتملت خصاله وتهذبت وسمت به عد ذلك من المروءة. وقد قال أهل العلم والحكمة ,ان العقل يأمر بالانفع ,والمروءة تأمر بالارفع. وكما قال ابن القيم ” فالانسان اذا أراد أن يتخلص من صفات الحيوان البهيم ومن طرائق الشيطان الرجيم ,فيلتلفت الى مايرفع من كمال مروءته.

خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

وهذة الاية من سورة الأعراف ,خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين ,اصل في مكارم الاخلاق. وأصل في المروءة. وفي البخاري من حديث بن عباس رضي الله عنهما ,أن الحر بن قيس رضي الله تعالى عنه وأرضاه. كان من جلساء سيدنا عمر رضي الله عنه ,ومجالس عمر وأهل مشورته كانوا من القراء. فكان سيدنا عمر يقرب أهل القرأن وأهل العلم. لان الانسان اذا تلبس بالقرأن غالبا وعلم به قولا وعملا كان أبعد عن الظلم وأقرب الى الحكمه لأن الحكمة مظنها الاول القرأن. والقرأن مانع لأصحابه من الظلم ان عملوا به. فكان منهم الحر بن قيس ,فلما دخل على الحر بن قيس وهو بن أخيه ,قال يا ابن اخي اني لك وجها عند أمير المؤمنين ,فاستذن لي عليه. فاستذن له الحر بن قيس عند أمير المؤمنين. فلما أذن له عمر ودخل عليه قال هي يا بن الخطاب انك لا تعطي الجزلة ولا تحكم بالعدل. فغضب عمر وهم أن يوقع به ,فقال الحر بن قيس يا أمير المؤمنين ان الله تبارك وتعالى قال لنبيه “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ” وهذا من الجاهلين قال بن عباس رضي الله عنهما راوي الحديث قال فــ والله ماتجاوزها عمر لما تلاها عليه الحر بن قيس ,وكان عمر وقافا عند كتاب الله.

اقرأ أيضا :

خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَٰهِلِينَ

اقْبَلْ -أيها النبي أنت وأمتك- الفضل من أخلاق الناس وأعمالهم، ولا تطلب منهم ما يشق عليهم حتى لا ينفروا، وأْمر بكل قول حسن وفِعْلٍ جميل، وأعرض عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة الأغبياء.

تفسير السعدي لــ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم. فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم.

بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره.

بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم. وَأمر بالمعروف أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية.

ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله “وأعرض عن الجاهلين”. فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه.

خذ العفو

العفو: يطلق في اللغة على خالص الشيء وجيده، وعلى الفضل الزائد فيه، وعلى السهل الذي لا كلفة فيه.

قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : خذ العفو ,أمره الله بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين ، ثم أمره بالغلظة عليهم . واختار هذا القول ابن جرير .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله,خذ العفو, يعني : خذ ما عفا لك من أموالهم ، وما أتوك به من شيء فخذه . وكان هذا قبل أن تنزل ” براءة ” بفرائض الصدقات وتفصيلها ، وما انتهت إليه الصدقات . قاله السدي .

وأمر بالعرف

مر غيرك بالمعروف المستحسن من الأفعال، وهو كل ما عرف حسنه في الشرع، فإن ذلك أجدر بالقبول من غير نكير، فإن النفوس حين تتعود الخير الواضح الذي لا يحتاج إلى مناقشة وجدال، يسلس قيادها، ويسهل توجيهها.

وأعرض عن الجاهلين

وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ الذين لا يدركون قيم الأشياء والأشخاص والكلمات فيما يبدر منهم من أنواع السفاهة والإيذاء لأن الرد على أمثال هؤلاء ومناقشتهم لا تؤدى إلى خير، ولا تنتهي إلى نتيجة. والسكوت عنهم احتزام للنفس، واحترام للقول، وقد يؤدى الإعراض عنهم إلى تذليل نفوسهم وترويضها.

اقرأ المزيد :

[ays_poll id=4]
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى