صحة حديث

صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه

سوف نعرض في هذة المقالة بحول الله وقوته ,صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه. حيث يحذرنا الله تعالى من الظلم والظالمين.

كما أنه يحذرنا من معاونتهم ومخالطتهم في قوله تعالى “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون” {1}.

فالظلم ظلمات يوم القيامة وهناك كثير من الأحاديث التي تتحدث عنه.

وسوف نتناول اليوم صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه على وجه التحديد. بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي دارت عن موضوع الظلم ونصرة الظالمين على المظلومين. تابعوا قراءة فقرات المقال إلى النهاية.

صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه

إن الظلم جريمة يرتكبها الأقوى على الضعيف. ويظن أنه لن يقدر عليه أحد. لكن الله سبحانه وتعالى العدل ولا يرضى بذلك أبدا وهو ناصر المستضعفين. فلن يدوم الظلم كثيراً خاصةً أن الله جل جلاله يحاسب الظالم في الدنيا وفي الآخرة.

ما صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه
صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه

ومحور حديثنا اليوم هو الحديث التالي:

“منْ أعانَ ظالمًا ليدحضَ بباطلهِ حقًّا، فقدْ برئتْ منهُ ذمةُ اللهِ و رسولِهِ”

وهذا الحديث رواه عبد الله بن عباس وهو حديث صحيح جاء في الجامع الصغير صفحة أو رقم 8455 وفقاً لموقع الدرر السنية.

لكن اللفظ الآخر وهو حديث ” من أعان ظالما سلطه الله عليه ” فعلى الرغم من معناه ومضمونه الصحيح إلا أن الكثير من العلماء قد اختلفوا في مدى صحته.

ويتحدث البعض عن أنه وارد أن يكون حكمة مأثورة جاءت على لسان أحد الحكماء ونسبت بالخطأ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والكثير من المصادر مثل الفوائد المجموع ومختصر المقاصد لم تؤكد قوة هذا الحديث أو إسناده إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.

من أعان ظالما سلطه الله عليه

يقوم بعض من الوعاظ بتداول حديثا منسوبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من (أعان ظالما سلطه الله عليه). وهذا الحديث ذكره ابن عساكر من طريق الحسن بن علي بن زكريا عن سعيد بن الجبار الكرابيسي عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن ابن مسعود.

وهذا الحديث المرفوع صفة للحديث لا تتطلب صحته أو ضعفه. فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس داعياً للحكم عليه بالصحة. والانقطاع الوارد في الحديث أكبر دليل عن أنه من الأحاديث الضعيفة.

واختلف العلماء في تحديد الحكم عليه إما موضوع أو بلا سند عن ابن مسعود. والجدير بالذكر أن الألباني رحمة الله عليه أورده في سلسلة الأحاديث الضعيفة وقال عنه أنه حديث موضوع ولا أصل له برقم 1973.

إقرأ أيضا:

صحة حديث من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه

صحة من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه
صحة حديث من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه

إن المسلم أخو المسلم ويتوجب في تلك العلاقة الأخوية القيام ببعض الواجبات والحصول على بعض الحقوق تجاه كل منهما. ومن بين هذه الحقوق نصر المظلوم وعدم إعانة الظالم عليه.

ويتحدث هذا الحديث عن إعانة الشخص للظالم ليفترس حق المظلوم دون وجه حق. وهذا الأمر لا يحبه الله ورسوله بل هو مخالفة لعهد وأمر من الله ويترتب عليه وعيد شديد لأنه من الكبائر.

وعلى المسلم أن يحمي أخاه المسلم من ظلم الظالم ويساعده على استرداد حقه الذي سلب منه. وعليه نصرته في ظلمه برفع هذا الظلم عنه. أو نصرته في حالة إن كان هو الظالم بأن ينصحه ويذكره بقوة الله وعدله وينصره على هواه وعلى شيطانه الذي غواه ونفسه الأمارة بالسوء.

ولا شك أن السنة النبوية الشريفة نور لجميع الناس وأوجدها ربنا سبحانه وتعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لتكون لنا بمستوى يناسب عقلنا ونهتدي به.

وكل ما يأتي على لسان رسولنا الحبيب لهو حق ويجب علينا إتباعه. لكن هناك الكثير من الكلمات الأخرى منسوبة إليه يجب ألا ننخدع فيها حتى ولو كان معناه صحيح.

ومن بين تلك الكلمات التي اختلف فيها كثير من علماء الحديث وأهل العلم عامة هو حديث من (أعان ظالما سلطه الله عليه). وهو حديث إما موضوع أو ضعيف وهذا حسب ما قاله الكثير من علماء الحديث وأهل العلم.

كما أنه لا يجوز الاستناد إلى ما ضعف من أحاديث وفي المقابل يفضل استبدالها بمن ثبتت صحته من أحاديث كثيرة تناولت الموضوع نفسه. خاصةً أن قضية الظلم والظالمين لكثيرا ما ذكرها رسولنا الكريم في الكثير من أحاديثه الشريفة. وتناولها الله جل جلاله في القرآن الكريم في أكثر من سورة وأكثر من آية.

وعلى كل من وقع عليه ظلم ألا ييأس من رحمة الله فهو ناصره وقادر على رد الحقوق لكنه يدبر الأمر. و كذلك يمكنه الدعاء على الظالم. ولكن كيف يعرف المظلوم أن دعوته على الظالم قد استجيبت هذا ما أجبنا عليه سلفا. وعلى المظلوم أن يكابد من أجل استرداد حقه متوكلا على الله سبحانه وتعالى لأنه من يتوكل على الله فهو حسبه. والله قادر على كل شيء والحقوق ترد إلى أصحابها في الدنيا وفي الآخرة.

تخريج حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه

عن تخريج حديث من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه:

  •  أخرجه ابن حبان في ((المجروحين))
  • وأخرجة الطبراني في ((المعجم الأوسط))
  • وكذلك أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء) مطولاً باختلاف يسير.

صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه إسلام ويب

يتناول القرآن الكريم معنى هذا الحديث الموضوع أو الضعيف “من أعان ظالما سلطه الله عليه”. في قول الله تعالى “كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ” {2}.

كما جاء في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم”.

فالمسلم العاقل لا يعاون الظالمين ولا يأخذ صفوفهم. لأن كل من يفعل ذلك سيكون ظالماً مثلهم وسوف يلحق به العذاب نفسه. ومن يعين على قتل أحد المسلمين ولو بكلمة واحدة فسوف يسلط الله الظالمين بعضهم على بعض. حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون” {3}.

وفسر القرطبي رحمة الله عليه هذه الآية الكريمة وقال أن الله سبحانه وتعالى سوف يجعل الظالمين أولياء بعض وبعدها سوف يتبرأ بعضهم من بعض. حيث أشار إلى كلمة (نولي) أي نجعل وليا.

وقد فسر ابن زيد أن الله سوف يسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس أو بعض الظلمة على بعض فيهلكون بعض. وفي الآية تهديد لكل ظالم لا يقلع عن ظلمه للناس. لأن الله سبحانه وتعالى سوف يسلط عليه ظالما آخرا.

والظلم يشمل كل من يغش في البيع وكل من يسرق وكل من يظلم نفسه ورعيته. ومجرد المشي مع الظالمين إجرام وفساد لأنه بذلك يعينه على ظلمه وهذا هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذلك يجب عليك أن تدافع عن أخيك بالحكمة والموعظة الحسنة تطبيقا لأوامر الله ورسوله. كما يجب أن تمنع الغيبة والنميمة بكل الأشكال لأن من يفعل ذلك سينقذ نفسه من عذاب النار.

من أعان ظالما سلطه الله عليه حديث

صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه إسلام ويب
من أعان ظالما سلطه الله عليه حديث

إن الله عز وجل يضرب الظالمين بالظالمين ويتوعدهم بعذاب شديد لهم ولكل من يعينهم على ظلمهم للناس. وسوف يسلط الله الظالمين على بعض فيصارعون بعض ويقضون على بعضهم البعض وهو جزء بسيط من عقاب الظالمين في الدنيا فقط.

كذلك يقول الله تعالى عن كل من يعاون ظالماً بأنه مثله وسيذوق الظلم مثلما عاون الظالم على إذاقته للآخرين. لأن الظلم بمثابة النار التي تحرق أصحابها في المقام الأول وتنقلب عليهم في نهاية الأمر. والله من أسمائه الحسنى العدل أي أنه ناصر المظلومين المستضعفين في الأرض وراد الحقوق لأهلها.

والركون إلى الظالمين يشجعهم على التمادي أكثر فيما يرتكبون من مظالم. وأدنى مرتبة من مراتب هذا الركون هو أن تصمت ولا تمنعه عن ارتكاب هذا الظلم في حق شخص آخر. ولعل هذه الظاهرة انتشرت كثيرا في مجتمعاتنا هذه الأيام. فالتزم الجميع الصمت عن نصرة المظلومين بل وهناك من يريد هذا الظلم.

كما يتزجب عدم الصمت من أجل كسب ود الظالم أو تفادي ظلمه. لأنك معه في الإثم سواء. ونبي الله يحذر من ذلك فيقول “ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً عند موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته. وما من امرئ ينصر امرأ مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته”. إلا أن شعيب الأرنؤوط قال عنه أن إسناده ضعيف.

ومن هنا نصل إلى نهاية مقال اليوم بعد أن تناولنا تفاصيل صحة حديث من أعان ظالما سلطه الله عليه. ووضحنا حكم هذا الحديث ووعيد الله لكل ظالم يفترس حقوق الناس بلا رحمة وكأن الله لن يقدر عليه. لكن هيهات .. “يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً، يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا” {4}. تابعونا ليصل إليكم كل جديد.

المصادر:

  • {1} سورة هود الآية رقم 113.
  • {2} سورة الحج الآية رقم 4.
  • {3} سورة الأنعام الآية رقم 129.
  • {4} سورة الفرقان الآية رقم 27.

إقرأ أيضاً:

[ays_poll id=4]
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى