قصص بالصور والفيديو

قصص الصحابة في تفريج الكربات

“من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة”، هكذا حثنا رسولنا الكريم على تفريج كربات إخوتنا المسلمين، ولنا في قصص الصحابة في تفريج الكربات خير دليل على هذا. فلقد كانوا سباقين بالخير، ولا يرددون سوى سمعنا وأطعنا.

واليوم أعزائي القراء سوف نسرد معًا مجموعة من قصص الصحابة في تفريج الكربات.

قصص الصحابة في تفريج الكربات

قصص الصحابة في تفريج الكربات

وتتجلى مظاهر تفريج الصحابة لكربات غيرهم في الفترة الأولى التي هاجر فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلى المدينة، حيث ضرب الأنصار مثالًا عظيمًا في تفريج الكربات. عندما قام الرسول عليه الصلاة والسلام بالمؤاخاة فيما بينهم.

 فقام الأنصار بمواساة إخوانهم المهاجرين، وفضلوهم على أنفسهم بنعيم الدنيا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قالت الأنصار للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: لا، فقالوا: تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة، فقالوا سمعنا وأطعنا )( البخاري ).

ولم يشمل الأمر الدعم المادي فقط، بل استشف الأنصار وحدة المهاجرين وغربتهم. فأرادوا أن يفرجوا عنهم هذه الكربة أيضًا. من خلال والتزاور، والمحبة والإيثار.

كما ويحدثنا عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ عن كيف وصل بهم في تفريج كربات أخوتهم المهاجرين:( لما قدمنا إلى المدينة آخى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيني وبين سعد بن الربيع.

فقال لي سعد : إني أكثر الأنصار مالًا فأقسم لك نصف مالي، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها.

فقال عبد الرحمن بن عوف : بارك الله لك في أهلك ومالك، لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق فيه تجارة؟ قال سعد : سوق قينقاع، قال فغدا إليه عبد الرحمن . إلي آخر الحديث) (البخاري). يمكنك أيضا الاستفادة من قصص اسلامية هادفة.

فضل تفريج الكربات عن المسلمين والتيسير عليهم

إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بكل ما هو نافع وطيب من الأخلاق. وحثنا على كل ما يقوم سلوكنا.

ويبث أسباب الخير في قلوبنا لننفع أنفسنا. ومن حولنا. وبذا يعم الخير على الجميع، كما وستتضاعف روابط الحب والثقة فيما بيننا. وأشار الرسول صلى الله عليه وسلم على فضل تفريج الكربات عن المسلمين في الحديث الذي روي عن أبي هريرة رضي الله عنه.

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه))؛ رواه مسلم.

وقال أيضًا “من سره أن يُنجيه الله من كرب يوم القيامة فليُنفّس عن معسرٍ أو يضع عنه” [رواه مسلم].

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة” [رواه البخاري ومسلم].

ضعف الإيمان سبب في الإعراض عن تفريج الكربات

إن ضعف الإيمان يولد عدم السعي والتكاسل عن تفريج الكربات والتباطؤ في تلبية الحاجات إلا بوجود مقابل وعوض مادي، وعلى سبيل الذكر لا الحصر لا تستطيع أن تقابل اليوم شخصًا يُقرض الناس لكن قرضًا حسنًا، وقد شاعت المعاملات الربوية في بلاد المسلمين سواء على مستوى الأفراد أو في الدول، والدين اليوم حتمًا ولابد أن يأتي من وراءه نفعًا ربويًا يطلقون عليه اسم فائدة، وما هو في الواقع إلا بهتان، وباتت النزعة المادية تجري منا مجرى الدم، هي الصفة الغالبة في كل التعاملات.

فتفريج الكرب وتقديم المساعدة أصبح قائم على المنفعة المادية منه أكثر من المعاني الإيمانية التي زرعها فينا رسولنا الحبيب صلوات ربي عليه.

قصص ذات صلة:

ثمار تفريج الكروب وقضاء الحوائج

ثمار تفريج الكروب وقضاء الحوائج

إن تفريج الكروب وقضاء الحوائج هو سمة الأنبياء والمرسلين، فعندما طلب رجل من بني إسرائيل العون من سيدنا موسى عليه السلام، أسرع لمساعدته ، ولما عندما ورد ماء مدين وجد جماعة من الناس تسقي، وبدونهم وجد امرأتين تمنعان فسقى لهم وأسرع مبتعدّا لا ينتظر مقابلًا أو شكرًا.

  وكذا كان سيدنا يوسف عليه السلام.  أيضّا كما قال عنه صاحبه، كما في قوله تعالى: {إِنَّا نَراْك من المحسنين}

وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم اجتمعت فيه كل صفات الجود والكرم، ويسعى لتفريج كربات للناس حتى صار هذا وصفه، حتى عندما أرادت السيدة خديجة رضي الله عنها أن تصفه قالت: “والله لا يخزيك الله أبدا.. إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.

 ومن ثمار تفريج الكروب وقضاء الحوائج ما يلي:

تثبيت القدم في الآخرة

إذا سعيت في تلبية احتياجات الناس برضى وطيب نفس، فإن أول ما يناله المرء هو ما قاله الحبيب المصطفى “ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام”.

تخيل معي هذا يوم القيامة فوق الصراط الذي هو أدق من الشعرة، وأحد من السيف، وأحر من الجمر..

  ييسر الله على المؤمن الصعوبات

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه

أن يفرج الله كربته يوم القيامة

 ففي صحيح مسلم: [من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة].

وفي صحيح مسلم أيضا أن أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه. ثم وجده. فقال: إني معسر. فقال: آلله؟ قال: آلله. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه).

تقيك من مصارع السوء

روى ابن حبان في صحيحه: ” صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة”

وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه: “صاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متكئا”.

قد يعجبك أيضًا:

وبذلك نكون قد وصلنا معًا لختام مقالنا الذي كان بعنوان قصص الصحابة في تفريج الكربات، ونأمل أن يتأسى كل مسلم بهذا الخلق النبوي في كل مكان وزمان.

[ays_poll id=4]
اظهر المزيد

نهاد أشرف

حاصلة على ليسانس لغة عربية من كلية الدراسات الإسلامية والعربية _ جامعة الأزهر_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى