صحة حديث

صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان

نعرض في هذا المقال بحول الله وقوته وتوفيقه صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان. حيث ينتشر هذا الحديث على وجه التحديد بين عامة المسلمين طمعاً في الأجر والثواب العظيم.

الذي ينص عليه حديث أنه اذا كانت ليلة النصف من شعبان. وليس هذا الحديث فقط بل جاءت في هذا الموضوع الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن تلك الليلة.

وما يجدر ذكره أن هذه الأحاديث منها ما اختلف في صحتها الفقهاء ومنها من أنكرها وأكد بطلانها. إذاً هل حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان صحيح؟ هذا ما سوف نجيب عنه في السطور التالية.

صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان

إن حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان قد رواه ابن ماجه. ولفظه يأتي على النحو التالي:

ما صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان
صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان

“قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ”.

أما عن حكم فضل قيام هذه الليلة وصيام نهارها فقد ذهب العلماء إلى أن هذا الحديث لا يصح. أمثال العراقي الذي قال أن إسناده ضعيف واتفق معه الإمام العيني خاصةً أن هذا الحديث إسناده فيه ابن أبي سبرة وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن سيرة وهو ضعيف. كذلك إبراهيم بن محمد وهو أبو أبي يحيى وقد قام بتضعيفه الجمهور.

أما عن رأي شهاب الدين البوصيري فيقول أن هذا الحديث يشمل في سنده على ابن أبي سبرة وفي رأي أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أن هذا الحديث موضوع. كما ضمه اللكنوي في الأحاديث الموضوعة.

ما صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان

قال الشيخ الألباني رحمة الله عليه حول صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان أنه حديث إما ضعيف جداً أو موضوع. وقال النسائي أيضا أن هذا الحديث متروك. أما عن البخاري فقد ضعفه وفقاً لما قاله الذهبي.

ونستنتج من كل ما سبق أن صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان غير مؤكدة وأجمع الفقهاء على أن الحديث ضعيف جداً ولا يجوز الاحتجاج به في استحباب صيام يوم النصف من شعبان. وذلك لأن سنده يحتوي على أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة.

فالحديث قالوا عنه ضعيف جداً وهذا الضعف الشديد لا يمكن أن يتقوى بغيره من الأحاديث وبالتالي فلا يجوز الاستدلال به في فضائل الأعمال وهذا هو رأي علماء الحديث.

كذلك يجب الإشارة إلى أنه في حالة إن كان نية الصيام هي صيام يوم من أيام شهر شعبان أو يوماً من الأيام البيض أو إذا وافق الإثنين أو الخميس فيجوز صيامه بلا شك. بل وفاعل ذلك سوف يصيب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لأن النية تعتبر الحد الفاصل في صوم هذا اليوم على وجه التحديد. ذلك بالاستناد إلى قول خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”.

إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها الدرر السنية

صحة حديث إذا كانت ليلة النِّصفِ من شعبان الدرر السنية
إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها الدرر السنية

أما عن صحة حديث إذا كانت ليلة النِّصفِ من شعبان الدرر السنية فقد تحدث الموقع عن أنه لم يثبت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تخصيصه لليلة النصف من شعبان عبادات محددة. وكل ما ذكر فيها ما هو إلا موضوع أو ضعيف.

كما أنه لم يثبت أيضاً عن أي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أجمعين شيء من هذا القبيل على الإطلاق. وبالتالي فإن اتخاذ لليلة النصف من شعبان شعيرة محددة للعبادة لا يجوز.

وكل ما ورد وهو صحيح عن تلك الليلة ما هو إلا الإقلاع عن ارتكاب كبائر الذنوب مثل الشرك أو الشحناء. حتى تنال أجر هذه الليلة بإذن الله تعالى دون اختراع أي عبادة أو طاعة لم يثبتها الله عز وجل أو رسوله صلوات الله وسلامه عليه. فيقول رسول الله “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”. ويمكنك التعرف على صحة حديث إلا لمشرك أو مشاحن أيضا.

صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان إسلام ويب

يشير موقع إسلام ويب إلى صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان. فيتحدث عن آراء أهل العلم ومنهم الدار قطني الذي قال أن إسناد هذا الحديث مضطرب وغير ثابت. كما أشار إلى ما صرح به الشيخ الألباني رحمة الله عليه وهو أنه حديث ضعيف.

أما عن ابن ماجه فقال “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”. حديث صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة. وهذا كل ما تبين من قبل ابن ماجه في هذا الباب في فتوى رقم 768 و 1554.

ولم يرد في هذا الباب أي شيء صحيح سوى أنه يشرع صيام الثلاثة أيام البيض من كل شهر. وإسناد الحديث الذي هو محور حديثنا اليوم ضعيف لضعف سند ابن سبرة وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي يسرة. وقام بوضع هذا الحديث كلا من أحمد بن حنبل رحمة الله عليه وابن معين.

ولا يجوز أن يبدأ المسلم الصيام بعد يوم النصف من شعبان ويمكنك الاطلاع على صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا . والذي يقر بأن الصيام لمن بدأ بالفعل من أول الشهر فيجوز أما من يبدأ من يوم 16 شعبان فلا يجوز.

ومما سبق يتبين أن الحقيقة الذي أجمع عليها جميع العلماء والفقهاء حول باب ليلة النصف من شعبان أن الله سبحانه وتعالى لا يغفر الذنوب في هذه الليلة لكل من المشرك، المشاحن، قاتل النفس، قاطع الرحم، والمسبل. والعاق لوالديه، ومدمن الخمور، فهو يغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين. كما يدع أهل الحقد لحقدهم إلى أن يدعوه.

صيام ليلة النصف من شعبان

إن نية صيام ليلة النصف من شهر شعبان أمر غير جائز. فهي ليلة ليست مميزة عن غيرها بل هي ليلة مثل أي ليلة أخرى. وكل ما ورد في فضل صيامها من أحاديث فهو ضعيف. ومن بينها حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا نهارها.

وأجمع جمهور العلماء صحة الحديث مثل ابن أبي مليكة وعطاء وفقهاء أهل المدينة وأصحاب مالك على أنه لا يسن صيامها إلا بنية أنها من الأيام البيض وبالتالي لا حرج في ذلك. فالصيام بوجه عام من العبادات المشروعة ولم يخصص له وقت محدد أو وقت معين مثل ليلة النصف من شعبان.

ومن هنا نتوصل إلى أن النية بصيامها منفردة لفضلها فلا يجوز ويجوز في حالة إعتبار هذا اليوم من الأيام البيض وهي 13 و 14 و 15 من كل شهر هجري. وثبت عن رسولنا الحبيب أنه كان يصوم تلك الأيام.

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له “إن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله”. ويجوز صيامها أو تركها لكن من الأفضل أن يحافظ عليها ما مسلم. ومن لم تكن هذه عادته وخص هذه الليلة بالصيام فبهذا يصبح مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مرشح لك:

حكم قيام ليلة النصف من شعبان

صيام ليلة النصف من شعبان
حكم قيام ليلة النصف من شعبان

يستحب جميع الفقهاء قيام ليلة النصف من شعبان. حيث يرى مذهب الحنفية أن قيام خمس ليال خلال السنة مسنون ومن بينها ليلة النصف من شعبان لأن الله سبحانه وتعالى يغفر فيها الذنوب ويستجيب فيها الدعوات.

واستدلوا بالحديث الضعيف “اذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس .. إلخ”.

وهذه الليالي الخمسة هي الليالي العشر من شهر رمضان المبارك. كذلك ليلتي العيدين والليالي العشر الأوائل من ذي الحجة. وينضم إليهم ليلة النصف من شعبان.

أما بالنسبة إلى الحنابلة فيشيرون إلى أن السلف كانوا يقومون ليلة النصف من شعبان بالصلاة لكن يكره الاجتماع لقيامها بالمساجد. ورأي الشافعية فإنه يستحب أيضاً قيامها والإكثار من الدعاء في هذه الليلة المباركة.

كذلك المالكية تؤكد الرأي نفسه حيث يقول عمر بن عبد العزيز “عليك بأربع ليال من السنة فإن الله يفرغ الرحمة فيها أفراغا أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتا العيد”.

وإلى هنا نختم مقال صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان بدعائنا لله سبحانه وتعالى أن يتقبلنا في تلك الليلة المباركة ويغفر لنا ما تقدم من ذنبنا. ويوفقنا للخير ويبلغنا رمضان المبارك وليلة القدر العظيمة لا فاقدين ولا مفقودين.

إقرأ أيضاً:

[ays_poll id=4]
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى