ادعية

أدب الاستيقاظ من النوم ليلا

هكذا جاءت الشريعة الإسلامية لتجعل لك من كل لحظات حياتك سبيلاً للعبادة والطاعة، فهل تعلم أنك بإمكانك أن تعبد الله وأنت في منامك.؟

هل تعلم أن ثلث عمر الأنسان يضيع في النوم؟

قد ينعم الله على الإنسان أن أحياه بعد موت، فالموت الأصغر هو نوم الإنسان، ففيه تنقطع سبل الحياة، وينقطع هو عن عالمه الذي كان يسكنه قبل نومه يعايشه ويتعايش معه، ولعل في النوم سراً من الأسرار الوجودية الدالة على قيمومة الله ووحدانيته.

ولقد دلنا النبي صلى الله عليه وسلم على عبادة من عبادات الله التي يغفل عنها غالبية المسلمين، وهي ذكر الله منامك وصحوك ، فقد روي حديث عُبادَة بن الصامت رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ» (رواه البخاري برقم :1154).

ففي هذا الحديث يبشر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين ببشارتين عظيمتين، حيث جاءت أولهما في دعاء المسلم بطلب الغفران من الله عزوجل واستجابة دعائه إن دعا، والثانية قبول صلاته على نحو يقيني.

وقد ذكر أئمة اللغة في معني “تعار” التي جاءت في الحديث سالف الإشارة الي معني الانتباه، وقيل معناها الفزع، وقيل هي اليقظة التي تحدث عند الاستماع لصوت، وقيل هي الاستيقاظ من النوم.

ولقد اجمع أئمة الأمة الإسلامية على عظم هذا الحديث ففيه ما يكفي المسلم من دعاء مستجاب وعبادة مقبولة حيث يذعن المسلم به بملك الله وإقراره بنعمته يقول الإمام ابن حجر رحمه الله: «قال ابن بطَّال: وعد الله على لسان نبيه أنَّ من استيقظ من نومه لهجاً لسانه بتوحيد ربه، والإذعان له بالمُلْك، والاعتراف بنعمة يحمده عليها، وينزهه عما لا يليق به تسبيحه، والخضوع له بالتكبير، والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه، أنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلَّى قُبِلَت صلاته، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه”.

وعلى ذلك جاءت الشريعة الإسلامية لتنير للمسلم حياته بكل ما يسعده فيها.

شروط الدعاء

قد يعمل الإنسان العمل الصالح لكنه يغفل شروطه التي تجعله مقبولاً لذلك نتناول فيما يلي الشروط المعنية لقبول هذا الدعاء:

  1. أجمع الفقهاء على أهمية طهارة الإنسان وبياته قبل نومه على الطهارة فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبدٍ باتَ على طُهورٍ، ثمَّ تعار منَ اللَّيلِ، فسألَ اللَّهَ شيئًا من أمرِ الدُّنيا، أو من أمرِ الآخرةِ إلَّا أعطاهُ “” صححه الألباني في صحيح ابن ماجه” فدل الحديث على ضرورة أن يكون الإنسان قد بات على طهارة لقبول دعائه.
  2. كما يلزم أن يكون المسلم ناطقاً بهذا الدعاء وقت أن يقوم من نومه دون أن يتخلله أي كلام اخر ، يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري ” الأكثر: التعار اليقظة مع صوت، وقال ابن التين: ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ؛ لأنه قال: من تعار فقال ـ فعطف القول على التعار انتهى “، وعليه يري رجال الفقه الإسلامي أن الفاء الواردة هي فاء تفسيرية فخص الصوت عند الاستيقاظ في هذا الدعاء ، لينعم المسلم بقبول صلاته ، وإجابة دعوته بوصفه دعاء خاص يختلف عن كافة الأدعية التي يبديها الإنسان في صحوه ، فمن انسب الأوقات والمقامات التي تتفتح للمسلم فيها أبواب السماء عندما يقوم من نومه طالباً من الله العون والمدد ، وعليه كان من اللازم المبادرة إلى قول الدعاء فور الاستيقاظ بعد الحمد والإقرار بوحدانية الله عزوجل وتقديسه وتنزيهه بما يليق بمكانته وعظيم سلطانه.

المصدر: من تعار من الليل من موقع شرح الحديث

[ays_poll id=4]
Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button