إن حديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر قد ورد في السنة النبوية المطهرة بعدة صيغ وصفات. نستنتج منها أن إيمان المرء لا يستكمل ولا يكتب له بالإيمان إلا بوجود هذه الصفات. وفي مقالنا لليوم سنستعرض معًا كل أحاديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر وكذلك شرحها ومدى صحتها.
حديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) رواه البخاري ومسلم .
لقد اعتاد العرب في الجاهلية على مجموعة من القيم الرفيعة والخصال العالية، وانتشرت فيما بينهم حتى أصبحت جزءًا لا يتجزّأ من حياتهم، ومدعاة فخرهم على من سواهم.
وهذه الأخلاق العظيمة التي اشتهروا بها لم تتشكل من لا شيء، بل هي نتاج طبيعي عن تأثير دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام في أسلافهم.
حتى تعودوا عليها، بل وتمسكوا بها في كل معاملتهم مع الآخرين ، ثم لم يلبث لفجر الإسلام أن يطلع، فأتت تعاليمه لتقوي دعائم تلك الصفات الحميدة، وتقوي من جذورها بداخل المؤمنين الموحدين بالله والتي كان منها : الحث على إكرام الغير.
كل أحاديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
وسنذكر لكم كل أحاديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر على النحو التالي:
- مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 47 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جائِزَتُهُ يَوْمٌ ولَيْلَةٌ، والضِّيافَةُ ثَلاثَةُ أيَّامٍ، فَما بَعْدَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ، ولا يَحِلُّ له أنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حتَّى يُحْرِجَهُ، حَدَّثَنا إسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثَني مالِكٌ: مِثْلَهُ، وزادَ: مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ
الراوي : أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 6135 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (6135)، ومسلم (48).
- سَمِعَتْ أُذُنايَ، وأَبْصَرَتْ عَيْنايَ، حِينَ تَكَلَّمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جائِزَتَهُ، قالوا: وما جائِزَتُهُ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: يَوْمُهُ ولَيْلَتُهُ، والضِّيافَةُ ثَلاثَةُ أيَّامٍ، فَما كانَ وراءَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه. وَقالَ: مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيَصْمُتْ.
الراوي : أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 48 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (6019)، ومسلم (48).
- مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6138 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
التخريج : أخرجه البخاري (6138)، ومسلم (47).
- مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ. قَالَ: وما جَائِزَتُهُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَوْمٌ ولَيْلَةٌ، والضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ، فَما كانَ ورَاءَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ.
الراوي : أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد.
الصفحة أو الرقم: 569 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.
التخريج : أخرجه البخاري (6019)، وفي ((الأدب المفرد)) (741) واللفظ له، ومسلم (48).
- مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6018 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (6018)، ومسلم (47)
- لا يُؤمِنُ عبدٌ حتَّى يأمَنَ جارُه بَوائِقَه مَن كان يُؤمِنُ باللهِِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَه ومَن كان يُؤمِنُ باللهِِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليسكُتْ إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى يُحِبُّ الغنيَّ الحليمَ المستَعفِفَ ويُبغِضُ البذيءَ الفاجرَ السَّائلَ المُلِحَّ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 8/78 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن كثير وهو ضعيف جدا | الصحيح البديل | توضيح حكم المحدث : إسناده لا يصح
- من كان يؤمن باللهِ واليومِ الآخرِ ، ويشهدُ أني رسولُ اللهِ ؛ فلْيَسَعْه بيتُه ، ولْيَبْكِ على خطيئتِه ومن كان يؤمن بالله واليومِ الآخرِ ؛ فلْيَقُلْ خيرًا لِيغْنَمْ ، ولْيسكُتْ عن شَرٍّ فيَسلَمْ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 47 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
Ù Ø±Ø´Ø ÙÙ: Ùصص ع٠ÙÙاÙØ© اÙÙتÙÙ
صحة أحاديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
إن أحاديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر هي أحاديث صحيحة في نسبها عن الرسول صلى الله عليه وسلم. كما وأنها قد وردت في البخاري الذي هو أصح كتاب بعد القرآن والسنة، كما وأوردها مسلم أيضًا.
اÙرأ Ø£Ùضا: Ùصص ع٠إطعا٠اÙطعاÙ
شرح حديث من كان يؤمن بالله واليوم الأخر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).
المراد بقوله: ((يؤمن)) أي الإيمان الكامل، وأفرده بالله ويوم القيامة كناية عن المبدأ أو المعاد. أي: من قد آمن بالله وحده الذي خلَقه، وصدق بأنه سيكافئه بعمله، فليؤدي الخصال المذكورة.
((فليقل خيرًا أو ليصمت))، قال النووي رحمه الله: فمعناه أنه إذا أراد أن يتكلم فإن كان ما يتكلم به خيرًا محققًا يثاب عليه واجبًا أو مندوبًا، فليتكلم.
وإن لم يظهر له أنه خير يثاب عليه، فليُمسِكْ عن الكلام، سواء ظهر له أنه حرام أو مكروه أو مباح مستوي الطرفين. فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورًا بتركه، مندوبًا إلى الإمساك عنه؛ مخافة من انجراره إلى المحرم أو المكروه. وهذا يقع في العادة كثيرًا أو غالبًا، وقد قال الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
وقال الإمام الجليل أبو محمد بن أبي زيد إمام المالكية بالمغرب في زمنه: جميع آداب الخير تتفرع من أربعة أحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء: تركُه ما لا يعنيه)). وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له الوصية: ((لا تغضب)). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
عن أبي عبيد قال: ما رأيت رجلًا قط أشد تحفظًا في منطقه من عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه.
وعن بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سَخَطَه إلى يوم يلقاه)).
((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرِمْ جاره)) فإن من كمال الإيمان، وكمال الإسلام: البر لالجار، والإحسان إليه، والتوقف عن أذاه.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكفانا دليلًا على هذا أن الله تعالى قرَنَ البر بالجار مع عبادته سبحانه وتعالى. إذ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ).
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي كان بعنوان من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ولكم وللمسلمين.
اقرأ المزيد: