صحة حديث صيام عاشوراء ، من منا لا ينتظر قدوم اليوم العاشر من شهر محرم (يوم عاشوراء) لنصومه فيغفر لنا الله سنة ماضية؟ لكن هل هذا فعلاً حديث صحيح؟ .. سوف نتناول في هذا المقال كل ما تحتاجون لمعرفته حول صيام عاشوراء من أسباب وأدلة وفضائل وغيرها. وعلى وجه التحديد صحة حديث صيام عاشوراء. تابعوا قراءة فقرات المقال القادمة حتى النهاية.
صحة حديث صيام عاشوراء
هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على صيام يوم عاشوراء. منها ما يوضح فضله ومنها ما يسرد لنا قصة هذا اليوم وسبب صيامه. كما أن منها أيضاً من يدل على حكمه وكيف نصومه.
هل مسبوقا بيوم أو متبوعا بيوم أم أنه لا حرج إذا كان منفرداً. وبما أن محور حديثنا اليوم حول صحة حديث صوم عاشوراء. فيجدر الإشارة أولا إلى أنه يأتي على النحو التالي:
عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – قال: “صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة”.
رواه النَّسائي في السّنن الكبرى.
وهذا الحديث صحيح بإجماع أهل العلم وعلماء الحديث. حيث أن هناك أدلة كثيرة تثبت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم هذا اليوم ويحث الجميع على صيامه.
صحة حديث صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية
إن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية بالفعل. وذلك لقوله صلوات الله وسلامه عليه “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”. ومن رحمة الله بنا أن وهبنا فرصة ذهبية عظيمة لتكفير كافة الذنوب التي فعلناها على مدار عاماً كاملاً.
وكان نبينا محمد يتحرى صيام يوم عاشوراء لأنه يعلم جيداً فضله ومنزلته عند الله. حيث يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان”. والمقصود بكلمة (يتحرى) هنا أي أنه يقصد صيامه ليحصل على ثوابه.
صحة حديث صيام عاشوراء الدرر السنية
ويثبت موقع الدرر السنية صحة حديث صوم يوم عاشوراء هو أيضاً. لكن ما هي الذنوب التي يكفرها هذا اليوم هل فقط الصغائر أم الصغائر والكبائر أيضاً؟ ..
يخبرنا النووي رحمة الله عليه أن صيام يوم عرفة كفارة سنتين و صيام يوم عاشوراء كفارة سنة. فإذا وُجدت ذنوب صغيرة كفر عنها وفي حالة أن لم يصادف ووجد الكبائر فقط رجونا من الله أن يخفف علينا منها.
كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه أن تكفير الطهارة والصلاة وعرفة ورمضان وعاشوراء يكون للصغائر فقط دون الكبائر .. وذلك في الفتاوى الكبرى ج 5.
إقرأ أيضا:
صحة حديث صيام يوم عاشوراء احتسب على الله
إن السبب الرئيسي لاستحباب صيام يوم عاشوراء هو ما يخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال ” قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال ما هذا؟، قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال “فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه”. وهذا الحديث جاء في صحيح البخاري.
والجملة “هذا يوم صالح” جاءت بشكل آخر في رواية مسلم. فوردت “هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه”. وزاد على “فصامه موسى” بـ “شكراً لله تعالى فنحن نصومه”. كذلك قوله “وأمر بصيامه” جاءت في رواية للبخاري “فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا”.
أما بالنسبة إلى صحة حديث فضل صيام عاشوراء فجاءت في صحيح مسلم. وأكدها الكثير من علماء الحديث والفقه. لأنه لم يرد حديث واحد في هذا الأمر بل الكثير من الأحاديث والكثير من الروايات التي تغلب عليها الصحة من البطلان.
صحة حديث صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده”. وفي رواية أخرى “يوماً قبله ويوماً بعده”. وهذا هو حديث حديث صيام عاشوراء وتاسوعاء الذي يبحث عنه الجميع.
فيحثنا رسولنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء ويرغبنا فيه. ذلك لأن هذا اليوم هو اليوم الذي نجا الله سبحانه وتعالى فيه نبيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وأتباعه وأهلكهم.
لذلك فمن المستحب أن يقوم كل مسلم ومسلمة بصيام هذا اليوم شكراً لله جل وعلا. وهذا اليوم يوافق اليوم الـ 10 من شهر محرم. كما أنه يستحب أن يصوم المرء يوما قبله أو يوماً بعده لمخالفة اليهود. وفي حالة إن صام المسلم اليوم الـ 9 والـ 10 والـ 11 فلا بأس.
هل حديث صيام عاشوراء صحيح
من الوارد أن يدور في أذهان البعض سؤال هل حديث صيام عاشوراء صحيح ؟ والإجابة هي نعم إن الرد على ما صحة حديث صيام عاشوراء أنها مؤكدة بالإجماع.
ويستطيع كل من لا يرغب في صيام هذا اليوم الامتناع عن ذلك ولا حرج في ذلك. لأن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرتنا أن قريشا كانت دائما ما تصوم يوم عاشوراء في زمن الجاهلية.
حينها فرضه الرسول على قومه ليصوموه. لكن بمجرد أن فُرض شهر رمضان أصبح صيام يوم عاشوراء تطوعاً. فيقول صلوات الله وسلامه عليه “من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره”.
مراتب صيام يوم عاشوراء
إن صيام يوم عاشوراء له ثلاث مراتب فقط لا غير. وأول مرتبة وأكملها هب أن يصوم كل مسلم ومسلمة يوم التاسع والعاشر والحادي عشر من شهر محرم.
أما المرتبة الثانية فتتمثل في صيام تاسوعاء وعاشوراء من شهر محرم مخالفة لليهود كما أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة إلى المرتبة الأخيرة فهي تتمثل في صيام يوم عاشوراء أو اليوم العاشر من محرم فقط لا غير دون صيام يوماً قبله أو يوماً بعده. وهذه أدنى المراتب لكن لا شك في أن جميع تلك المراتب فضلها كبير وكرم الله أكبر وأعظم.
لذلك علينا أن نتحرى فضل صيام يوم تاسوعاء ويوم عاشوراء كما هو الثابت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. ونتقرب فيهما إلى الله وذلك يكون بالصيام والطاعة والنوافل آملين أن يغفر الله لنا جميع ذنوب العام الماضي كما أخبرنا رسوله محمد صلواته وسلامه عليه.
هل يجوز صيام تاسوعاء وعاشوراء بنية القضاء
نعم أجازت الشريعة الإسلامية أن صيام اليوم التاسع والعاشر يكون بنية القضاء لما فات في شهر رمضان. وبالتالي فإن كل مسلم يقرر صيام تاسوعاء وعاشوراء من محرم بنية قضاء ما عليه من أيام قد أفطرها خلال شهر رمضان فيجوز له ذلك.
على أن يكونا هذان اليونان قضاء ليومين مما عليه من أيام أفطرها في رمضان. وفي حالة إن صام المسلم 3 أيام أي التاسع والعاشر والحادي عشر يكون ذلك لقضاء 3 أيام من رمضان.
وذلك بالاستناد إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”. كذلك بقول ابن عثيمين رحمة الله عليه أن من يصوم يوم عرفة أو عاشوراء وعليه أيام قضاء من شهر رمضان المبارك فيكون صيامه صحيح. لكنه إذا نوى صيام هذا اليوم بنية قضاء رمضان نال أجرين وهو أجر يوم عرفة أو أجر يوم عاشوراء بالإضافة إلى أجر القضاء. والله أعلم.
أفضل أدعية يوم عاشوراء مكتوبة
والآن نترككم مع باقة من أدعية ليوم عاشوراء مستجابة بمشيئة الله تعالى. يمكنكم دعاء الله بها في هذا اليوم المبارك وفي غيره من الأيام. وتأتي على النحو التالي:
- اللهم قني شر ما قضيت وبلغني ما تمنيت وعافني فيمن عافيت تباركت ربي وتعاليت.
- اللهم إني أسألك الإعانة على ترك المعاصي والمنكرات والقدرة على فعل الخيرات وأن ترزقني مغفرة ورحمة منك ترحم بها ضعفي وقلة حيلتي يا أرحم الراحمين.
- ربي إن قضيت فتنة على هذا القوم فتوفني غير مفتون وارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يرزقني حبك.
- اللهم ارزقني من اليقين ما يهون علي مصائب الدنيا وقوني ما أحييتني وبلغني جنتك بلا حساب يا رب العالمين.
- اللهم قني الفتن ما ظهر منها وما بطن وأعذني من فتنة المحيا وفتنة الممات والدجال والقبر يا خير الحافظين.
- ربي ورب السماوات والأرض ورب العرش العظيم اقض عنا الدين واغننا من الفقر يا رزاق يا كريم.
- اللهم اجعلني من المغفور لهم ذنوبهم في هذا اليوم واجعلني من المقبول صيامهم وطاعتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اكتب لي رزقاً واسعا حلالا وأرزقني الرضا به من كرمك يا أكرم الأكرمين.
وإلى هنا نختم حديثنا بأن صحة حديث صيام عاشوراء لا يوجد اختلاف عليها. فجميع العلماء أكدوا صحة هذا الحديث وفضل صيام عاشوراء كونه يكفر سنة ماضية. ونسأل الله أن أن يتقبل منا أعمالنا في هذا اليوم ويكفى عنا خطايانا التي ارتكبناها في العام الماضي ويبيض صفحاتنا آمين يا رب العالمين.
إقرأ أيضاً: صحة الحديث صوموا تصحوا