سنوضح في هذة المقالة باذن الله وتوفيقة فائدة ذكر الله. حيث أن ذكر الله هبة منه سبحانه وتعالى ومنحة كبرى جاذبة للنعم والخيرات والبركات، وبذكر الله تطمئن القلوب وترتاح العقول ويهدأ البال وتيسر أمامنا كل الطرق المغلقة. وإجابة ما فائدة ذكر الله تتمحور حول أنه سرور النفس وحياة الروح وروح الحياة، ولا يستطيع أي مسلم الاستغناء عن الذكر بكل أنواعه وأشكاله بأي حال من الأحوال لأن له منزلة رفيعة وفوائد شتى نتناولها بالتفصيل في سطور المقال القادمة.
ما فائدة ذكر الله
كي تنال رضا الله اذكره في كل وقت وحين، وإذا أردت أن تبلغ كل ما تريد كن في معية الله جل جلاله بترديد أسمائه وصفاته آناء الليل وأطراف النهار. واذا كنت تريد معرفة ما فائدة ذكر الله تعالى فيجب أن تعرف أنها فوائد كثيرة، ومنها التالي:
- فضل ذكر الله يحفظك من الشيطان ويكسره ويقمعه.
- كما أنه يجعلك تنال رضوان الله تعالى عليك.
- وتتمثل ثمرات ذكر الله في أنه راحة للنفوس والقلوب من كل هم وحزن وغم.
- كذلك من بين فوائد الذكر وفضائله أنه ييسر لك الرزق ويمنحك طمأنينة لا مثيل لها.
- كما أنه من فوائد ذكر الله أيضاً أنه يذهب عن القلب كل مخاوفه ويمنحه أمان ورضا وسكينة.
كذلك تحثنا الشريعة الإسلامية على ذكر الله تعالى. والدلائل على ذلك كثيرة للغاية ومنها ما جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
“ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم ، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله عز وجل”.
رواه أحمد.
فضل ذكر الله
إن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز “يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيراً” {1}. والله من خلال هذه الكلمات يحثنا على ضرورة ذكر الله في كل الأوقات. وهذا لأن فوائد ذكر الله عديدة وأهمها الفوز برضا الله عز وجل الذي يقول “والذاكرين اللع كثيراً والذاكرات أعد الله اهم مغفرة وأجرا عظيما” {2}.
كما أن من يذكر الله كثيراً ترتفع منزلته في الآخرة وهذا ما حدث لسيدنا إدريس عليه السلام الذي كان يعمل في الخياطة وكان كلما غرس الإبرة في مكان ما إلا وقال “سبحان الله”. فأخبره الله سبحانه وتعالى في إحدى الليالي أنه رفعه مكاناً علياً، حينها قال له عليه السلام كيف ترفعني أكثر من جعلك لي نبيا؟. فرد الله سبحانه وتعالى عليه وقال أنه أكثر الناس استغفاراً وتسبيحاً.
ما هي فوائد ذكر الله
كذلك يقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه “من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً كُتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات”. وفوائد ذكر الله كثيرة منها:
- الفوز بحب الله للعبد.
- جبال من الحسنات وخير الثواب.
- نيل حلاوة الذكر وسعادة القلب وطمأنينة النفس والصدر.
- كسب معية الله وحفظه للعبد من كل شرور الدنيا.
- نور الوجه وصفاء البال وقوة الجسم.
- النجاة من النار.
- جلب الرزق من حيث لا نحتسب.
- تتنزل الرحمات والسكينة من السماء على قلب هذا العبد.
- تتضاعف الحسنات وتتقلص السيئات.
- يرفع البلاء وتدفع النقم وتجلب النعم.
- التوفيق والسداد والنجاح في كل أمر.
- يذكر الله من يذكره في السماء ويفتخر به أمام الملائكة.
- الفوز برحمة الله سبحانه وتعالى وتحف الملائكة العبد الذاكر لله.
- الانشغال عن الغيبة والنميمة بترطيب اللسان بذكر الله.
- من أفضل العبادات وأيسرها وأعظم ثوابها.
- تذكر الله يترتب عليه الأمان والانشغال عنه فيه شقاء للعبد في معاشه.
- نور في الدنيا ونور في القبر ونور على الصراط.
- يترتب عليه قرب للبعيد وجمعا لمن تفرق وذهاب للهموم والأحزان وتكفير للخطايا والذنوب.
- العتق من النار ودخول الجنة بغير حساب.
فوائد الذكر وفضائله
إن الذكر هو التذكر وعدم النسيان. وفيه استحضار لعظمة الله عز وجل مع طاعته في أوامره ونواهيه. وقد يعتقد البعض من أن الذكر فقط تسبيح واستغفار وتهليل لكنه أوسع من ذلك بكثير. فهو كافة الطاعات والأعمال الخيرية والبعد عن المعاصي والفواحش.
فهو استشعار داخل القلب بقوة الله ووجوده في السر والعلن والإيمان بأنه يرى ويسمع ويعلم ما بداخلنا حتى ولو لم ننطق به. وبالتالي تصبح في معية الله دوما ويصبح الله أمانك من كل خوف. حيث جاء في الحديث القدسي الشريف “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسه، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه”.
كما يعين الذكر على مشقات الحياة، فيجعلك تطمئن وترضى بما كتبه الله عليك ولك. ويزيل عنك الذنوب التي تثقل القلب وتعمي العين وترهق العقل والبدن. وفي ذكر الله حفظا من غيبة الناس.
فما أجمل أن يكون كل ما تنطق به جميل ، وما أجمل من الله جل وعلا. ويعالج الذكر قسوة القلب ويجعل الله يتباهى بنا أمام ملائكته. والذاكر لله تبني له الملائكة بيوتاً في الجنة، فكلما زاد كلما اكتملت البيوت والأشجار والحدائق ، وكلما توقف أمسكت الملائكة عن التأسيس.
فوائد الذكر مع الدليل
فضل الذكر تمت الإشارة إليه في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. وتتناول جميعها أهمية ذكر الله وفضائله. ومن بينها ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حديث قدسي “من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته لا أفضل ما أعطي السائلين”.
وفضل الذكر يفوق فضل الدعاء، والدليل على ذلك أنه يستحب أن تستهل الدعاء بحمد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه. بعدها تطلب منه ما تشاء وتيقن من استجابة الدعاء بعد ذلك. خاصة أن الدعاء الذي يُستهل بذكر الله والثناء عليه أسرع في الإجابة من الدعاء الذي يخلو منهما.
ويقول الله سبحانه وتعالى “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون” {3}. فمن يذكر الله يذكره سبحانه وتعالى ويغدق عليه من الخيرات والنعم ما لا يعد ولا يحصى. فبذكر الله يرضى الله عنك ويكفر عنك الذنوب ويرسل عليك من السماء رزقا مدرارا ورحمات لا نهاية لها.
انواع ذكر الله
أول نوع من أنواع ذكر الله هو ذكر السر والجهر. وحثنا رسولنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على النوعين، إلا أن بعض العلماء أقروا بأفضلية ذكر الله جهرا في حالة إن خلا تماماً من أي رياء أو تسبب في أذية للنائمين والدليل على ذلك الحديث القدسي الذي ذكرناه أعلاه عن ذكر الله في الملأ.
أما عن أفضلية الجهر فهي تتمثل في الآية الكريمة “واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول” {4}. ويرى الإمام النووي أن الجهر بالذكر أفضل من السر وفقاً لمذهب الشافعية والإمام أحمد.
كما أن هناك نوع آخر من أنواع ذكر الله وهو ذكر القلب وذكر اللسان. واجتمع جميع الفقهاء والعلماء على أن ذكر الله باللسان في ظل حضور القلب أفضل أنواع الذكر بوجه عام. وإن حدث واقتصر الذكر على النطق باللسان فقط لكان أدنى المراتب. ويقول الإمام النووي أن الذكر يكون إما بالقلب أو باللسان أو بكليهما وهو الأفضل.
كذلك هناك أيضاً نوع آخر وهو الذكر منفرداً والذكر في جماعة. وفضل القيام بالعبادات في الجماعة معروف ولا شك فيه ويزيد فضله عن الانفراد. ذلك لأن الذكر في جماعة يقوم بالتشجيع ويتقوى الضعيف بالقوي ويتعلم الجاهل من العالم. وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم:
“إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر”.
كما أن الذكر منفرداً له تأثير على صفاء الذهن واستحضار القلب والأنس بالله سبحانه وتعالى. واستشعار قربه والإحساس بأنه معنا يشعر بنا ونحاسب أنفسنا معه في السر ويستر عيوبنا ويزيح عنا الخطايا والذنوب. كذلك جاء عنه حديث آخر “سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .. وذكر منهم (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)”.
المصادر:
- {1} سورة الأحزاب الآية رقم 41.
- {2} سورة الأحزاب الآية رقم 35.
- {3} سورة البقرة الآية رقم 152.
- {4} سورة الأعراف الآية رقم 205.
إقرأ أيضاً:
- صحة حديث من صلي علي الف صلاة
- من هم المتقين وما هي صفاتهم وجزائهم