يحتل ابليس مساحة كبيرة جدا من التراث الإسلامي والقصص الواردة في القرآن الكريم. حيث أنه العدو الأول للإنسان على الأرض. وقد عاقب الله سيدنا آدم عليه السلام بهبوطه على الأرض بعدما وسوس له الشيطان وجعله يعص أمر الله. وزين له المعصية في عينيه كما يفعل معنا نحن الآن. فطلب سيدنا آدم من الله العفو. حيث قال: ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ( الأعراف: 23 ). وبعدها تاب الله عليه وأمره بالهبوط على الأرض، وبعدها أصبح الشيطان يتوعد للإنسان بإغوائه بكافة الطرق وأنواعها. بداية من الذنوب الصغيرة حتى تصل إلى الذنوب الكبرى أعاذنا الله. ويتسائل الكثيرون عن مكان عرش إبليس على الأرض. وكيف يعيش، ومن معه، هل هي مملكة كبيرة، أم بعض من الشياطين فقط، هل لهم حياة مثل التي نعيشها. هل نستطيع أن نرى عرش إبليس، وهذا ما سنتناوله في السطور القادمة.
اين يوجد عرش ابليس على الأرض
في كتاب الحافظ بن كثير «البداية والنهاية» يقول عن إبليس أنه يعيش معنا. ينتظر معنا قيام الساعة كما ذكر في القرآن، وعرشه على البحر. يجلس عليه ويرسل أتباعه للبشر كي ينشروا الشرور والفتن بينهم. ولكن طمئننا الله عز وجل حينما قال في كتابه العزيز: “إن كيد الشيطان كان ضعيفا”. وكان إبليس لديه إسم آخر قبل أن يقوم بمعصية الله، وهو «عزازيل». والجدير بالذكر أن إبليس كان من الجن العابدين لله على الأرض، وكرمه الله برفعه له إلى الملأ الأعلى بصحبة الملائكة. فهو ليس ملك مخلوق من النور، بل هو مخلوق من نار. وهذا التساؤل يوجد في أذهاننا جميعا. فكيف يقول الله في قوله تعالى: “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا، فسجدوا إلا إبليس”. والآن قد تأكدنا معاً أن إبليس مخلوق من نار وليس من نور.
والدليل على وجود عرش إبليس على الماء حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لإبن صياد:
-ما ترى؟
-قال: أرى عرشاً على الماء.
-فقال النبي: “اخسأ، فلن تعدو قدرك”. أي لن تعلي من شأنك الحقير وقيمتك الخسيسة الدنية. (1)
وأيضاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “عرش إبليس في البحر، يبعث سراياه في كل يوم، يفتنون الناس. فأعظمهم عنده منزله، أعظمهم فتنة للناس”. وفي رواية أخرى “فأعظمهم عنده، أعظمهم فتنة“.
كما روى الإمام مسلم، من حديث الأعمش، عن أبي سفيان، طلحة بن نافع، عن جابر، عن النبي ﷺ قال:
“إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة، أعظمهم عنده فتنة. يجيء أحدهم فيقول: مازلت بفلان حتى تركته، وهو يقول: كذا وكذا.
فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئًا. ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله.
قال: فيقربه، ويدنيه. ويقول: نعم أنت”.
عرش ابليس في مثلث برمودا
أما عن كون عرش إبليس يقع في مثلث برمودا أو لا. فهذه أمور غيبية لا نستطيع أن نطلع عليها إلا من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ولا يوجد دليل واضح على وجوده في مثلث برمودا.
وعلى المؤمن الحق عدم التطرق إلى تلك المواضيع التي تندرج تحت قائمة الغيبيات. وعليه فقط الإنشغال في حربه مع الشيطان وكيفية التغلب عليه وكيف ينجو من حباله. وكيف يصبح من عباد الله المخلصين. الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى: “إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين” سورة الحجر 24. وهذا هو الأهم. الشيطان يمكن أن يدخل لنا من طريق الهداية ويغوينا. ويجعلنا نتسائل في أمور يعلمها الله فقط من باب التفقه في الإسلام. لكن كثرة الأسئلة عن الغيبيات تضعف الإيمان لأن عقل الإنسان محدود للغاية. ولن يستطع إدراك كافة الأشياء، لذلك علينا التركيز على النجاة من الشيطان عن مكان وجوده وكيف يعيش. فرحلتنا مع إبليس طويلة، لا داعي لكل تلك التساؤلات. سيظل إبليس عدوا لنا بغض النظر عن أين يعيش وأين يوجد عرشه. فلندع تلك الغيبيات لله سبحانه وتعالى ونبذل قصارى جهدنا في التقرب من الله ومن ثم الفوز على إبليس وأعوانه.
قد يهمك ايضا :
