صحة حديث دعاة على ابواب جهنم، لقد طال البحث حول صحة حديث دعاة على ابوب جهنم. وقلما ما نجد مقالا شاملاً لهذا الموضوع من الألف إلى الياء. لذلك حاولنا الإجابة على سؤال ما صحة حديث دعاة على ابواب جهنم من كافة الجوانب. هنا في فقرات هذا المقال، تابعوا الفقرات حتى النهاية.
صحة حديث دعاة على ابواب جهنم
إن كلمة “دعاة القوم” تشير إلى الذين يدعون الناس سواء إلى الخير أو إلى الشر. فهناك نوعان من الدعاة دعاة على أبواب جهنم ودعاة على أبواب الجنة. وقد جاء حديث عن دعاة أبواب جهنم ووصفهم. وأشار جماعة من أهل العلم إلى أن هذا الحديث صحيح.
وينص على التالي:
ولقد روي عن حذيفة بن اليمان أنه عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا: ” يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد الخير من شر؟ قال نعم، قلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟. قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟. قال: نعم، دعاة علي أبواب جهنم. من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا فقلت : فيما تأمرني إن أدركني ذلك قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتي يدركك الموت وأنت علي ذلك “.
رواه البخاري.
ويخبرنا الرسول صلوات الله وسلامه عليه أنه ياتي وقت على الناس فيأتي قوم يدعون الناس إلى غير دين الله ويحثونهم على الضلالات ويقولون ما لا يقول الرسول وينسبونه إليه وهذا ما جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم من رواية الإمام حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه.
شرح حديث دعاة على أبواب جهنم
في هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي في زمان – وهذا الزمان هو عصرنا الراهن – قوم يطلق عليهم دعاة علي أبواب جهنم. فهؤلاء الدعاة يكونون من أنفسنا ويتحدثون بلسان العرب وأنهم قد يكونون من غير العرب. فيدعون إلى حرية الإختلاط.
ومنهم من يدعون إلى السكر وشرب الخمور. حتى أنهم يدعون إلى التحرر من تعقيدات الأديان. ويدعون أيضا إلى الابتعاد عن دين الله سبحانه وتعالى. وهناك من يدعون إلى الشيوعية. ولا تحصي ولا تعد الأشياء الذين يدعون الناس إليها من أجل ضلالهم.
وإجابة سؤال لماذا يسمونهم دعاة على أبواب جهنم ؟ ترجع إلى كونهم يدعون إلى أشياء يتوجب بها الوقوع في شباك جهنم. وقد قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من يجيبهم في أوامرهم واعتقاداتهم سيقذف في جهنم. ومثال على الأعمال التي تؤدي إلى النار وأخلاق تؤدي بأهلها إلى النار الإباحية او الأغاني او الاختلاط.
كما أن منهم يدعون إلى الانحلال عن الدين وأنه لا يوجد رب ولا يوجد أديان سماوية ولا يوجد صلاة ويحثوننا على عدم اتباع سنة سيدنا ورسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم). نسأل لله العظيم أن يحفظنا من كل ذلك. وأن يعيننا على التمسك بديننا في ظل انتشارهذه الأشياء التي تغضب الله ورسوله.
وهؤلاء الدعاة من اضلوا السبيل إلى الله سبحانه وتعالى. ونرى في زمننا الحاضر من يدعي أنه المهدي المنتظر. ومن يدعي أنه إله كما هو الوضع الآن في لبنان الشقيق. وغيرهم من الدعاة الذين يصبون كل اهتمامهم في تشويه الدين وإفساد عقائد الناس أجمعين.
دعاة على أبواب جهنم إسلام ويب
يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن نبتعد عن مواضع الفتن والشبهات. وقد حذرنا الرسول صلي الله عليه وسلم وفي أحاديث كثيرة من ذلك. وقد حذرنا أيضاً من سوء العاقبة في الآخرة. وعلي الفرد الإلتزام بما أمرنا الله به واجتناب النواهي.
كذلك عليك أن تتمسك بهذه الأوامر والفروض التي فرضها الله على المسلمين أجمعين فإن لم يكن لديك جماعة إسلامية تتمسك بها وتتمسك هي بالدين الإسلامي الصحيح. فعليك أن تعتزل كل ما يدعوا إلى المنكر وذلك حتي يدركك الموت.
كما أنه يتوجب على كل فرد منا تعلم الدين والتفقه فيه وفهم تفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والبحث في صحتها. حتى تتكون لدينا عقيدة قوية لا تتأثر بالعوامل الخارجية التي من شأنها أن تقضي على الإيمان بالله والتحرر من قيود الدين وأوامره ونواهيه.
حديث عن دعاة آخر الزمان
عن حذيفة بن اليمان “تَكونُ فتَنٌ علَى أبوابِها دُعاةٌ إلى النَّارِ فأن تموتَ وأنتَ عاضٌّ علَى جِذْلِ شجرةٍ خيرٌ لَكَ من أن تَتَّبعَ أحدًا منهُم”. هذا الحديث جاء في صحيح ابن ماجه صفحة 3231. وهو حديث صحيح والمحدث له الألباني رحمة الله عليه.
وفي سنن أبي داوود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة”.
وهذان الحديثان الشريفان قد كشفا لنا حقيقة الشبهات التي تبثها وتتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى كثير من الناس. والتي أصبحت حديث الناس في المجالس. والتي تستدعي تساؤلات بعضهم حول ماهيتها وصحتها. وينقسم الحديث مضموناً وأسلوباً إلى حديث حسن وحديث ناعم.
فهناك من الخطباء من لديهم أسلوب ناعم في الخطابة وحسن لكنه يحمل في مضمونه معنى خشن ضال. وهناك من الخطباء أيضاً من يتميز أسلوبه بالقسوة والشدة لكن مضمون حديثه ناعماً لكنه يحمل في ثناياه ضلال مبين.
أنواع الخطاب الإعلامي الفاسد
وهناك أربعة أنواع من الخطاب الإعلامي الذي يترتب عليه تشويه الحقيقة يأتي كل منهم على النحو الآتي:
- خطاب العديد من الدواعش والغلاه وهو مقال بالنوع (الخشن) في الأسلوب والمضمون والفكر. ومنهم أبو فراس السوري الذي عرف بجرأته وسلاطة لسانه.
- الخطاب الناعم العبارة والأسلوب لكنه خشن الفكر بالأحرف وهو يتجسد في رسائل بعض المثقفين والأكاديميين. وهذا الخطاب يستخدم آليات الحداثة وأساليبه في التطرف الحديث.
- خطاب ناعم الأفكار يهدف إلى تمييع ما جاء به الدين. لكنه خشن الأسلوب.
- خطاب ناعم الأفكار من أبرز ما يميزه هو المعرفة العقلانية. ويعتمد بشكل رئيسي على أن يكون متقنا لمهارات الإلقاء والتواصل والذي بدوره يحطم من الثوابت الإسلامية وتبديلها باستخدام الحجج العاطفية.
والأحاديث والخطابات التي تنتشر في زمننا الحالي تعتبر سببا في الضلال وانتشار الشبهات. وذلك بين العديد من شرائح المجتمع وفئاته المختلفة. ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من خطباء الضلال التي يمكن تمييزهم بأنهم :
- دعاة الضلال لا تقوم أحاديثهم على الإلتزام بالهدى النبوي الشريف. فإنهم يبدلون الحق بالباطل ويهدم الدين بهم.
- كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ” قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر” .
- يقومون بتناقل أحاديث غير أحاديث النبي وينسبونها إليه.
- وصفهم النبي صلى الله عليه بأنهم من صغار السن وصغار العقلية أيضاً.
من هم الدعاة الربانيون
الدعاة الربانيون هم الذين يقفون على أبواب الجنة ويدعون الناس بأقوالهم وأفعالهم. فهم دعاة صادقون حقا ولا يتحركون في مكان إلا دعوا الناس إلى طريق الله عز وجل.
وقال الله تعالى عنهم في كتابه العزيز: ” قل هذه سبيلي أدعو إلى لله علي بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ” {1}.
فالدعاة الربانيون لا يدعون إلى دنيا فانية. ولا يدعون إلى مصلحة شخصية. أو حتى يدعون إلى الهوى. كما أنهم لا يدعون من أجل الحصول على منصباً. أو لمصلحة جماعة معينة.
فهم يدعون إلى طريق الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. وجماعتهم شعارها الإسلام. والمنهج الذين يتبعونه هو القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإمامهم هو سيدنا محمد.
كما وصفهم الرسول أيضا بأنهم ناصحون وموجهون إلى الناس ويدعون إلى تحرير البشر من عبادة ما دون الله. ويوجهونهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.
كما وصفوا أيضا بأنهم وعي الأمة المستنير به. وعقل الأمة الإسلامية وفكرها وأيضاً هم بمثابة الأطباء للمرضى. لكن في المقابل نجد أن دعاة ابواب جهنم أجهل الناس لا يعرفون شيئاً عن العالم وعقولهم محدودة الفهم حتى ولو كانت ذا ثقافة عالية. فالثقافة التي يتمتعون بها تعتبر ثقافة محدودة بالنسبة إلى الدين.
وفي نهاية مقالنا يجب أن نشير في نقاط وجيزة أن صحة حديث دعاة على ابواب جهنم صحيحة حقا ولا شك فيها. كما قد اوضحنا لكم تفاصيلها. ونسأل الله العظيم أن ينجينا من هؤلاء الدعاة الموجودين في عصرنا الحالي. ووفرنا لكم أحاديث أخرى صحيحة أيضا. وكذلك ذكرنا لكم بعض النقاط الوجيزة التي يتصف بها كلا من الدعاة الربانيين ” دعاة على أبواب الجنة ” و” دعاة علي أبواب جهنم”. كما ذكرنا لكم بعض الآيات القرآنية الدالة علي وجود هؤلاء الدعاة .. تابعونا حتى يصل إليكم كل ما هو جديد.
المصادر:
- {1} سورة يوسف الآية رقم 108.
إقرأ أيضاً: صحة حديث بئر برهوت