من بدل دينه فاقتلوه هو حديث اختلف في صحته العلماء، ويتناول قضية هامة للغاية وهي قضية الردة أو الخروج عن الدين الإسلامي الحنيف وتركه. سواء كان ذلك بالإلحاد تماماً أو إتباع دين آخر.
وهذه الظاهرة انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة ضمن ظواهر كثيرة تؤكد لنا أن يوم القيامة أوشك على القدوم. لذلك نحاول في مقالاتنا الكشف عن الأحاديث الضعيفة والصحيحة وتوضيح صحة وشرح حديث من بدل دينه فاقتلوه. حتى نوضح لكم الصورة كاملة بعيداً عن الشكوك والظنون والريبة.
من بدل دينه فاقتلوه
إن مفهوم الردة في الدين الإسلامي هي الخروج عليه وتركه بعد اعتناقه. والردة لا تكون إلا من مسلم لقول الله تعالى في سورة البقرة الآية رقم {217} “ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون”.
والجدير بالذكر أن الشريعة الإسلامية تعاقب الشخص المرتد عن الإسلام بالقتل لأن الدين بني على نظام اجتماعي يضم جماعة مسلمة، لكن الردة تزعزع من استقرار هذا النظام وتهدمه، لذلك وجب استئصال مثل هؤلاء الأشخاص من المجتمع لحمايته من شرورهم وفتنهم.
وهناك الكثير من الدول التي تفرض عقوبات صارمة على كل من يتخطى نظامها الاجتماعي أو الإخلال به وهدمه، حتى أن لديها بعض القوانين التي تعاقب هذا الشخص بالقتل وهذا هو الحال في الدين الإسلامي.
ومن الطبيعي أننا نحافظ على نظام المجتمع من خلال فرض قوانين معينة، إذا عارضها شخص ما عوقب بالقتل لأنها حينها سوف تكون نتيجة الخيانة العظمى.
والإسلام أيضاً لا يسمح للمسلمين ترك دينهم لأن في ذلك خذلان للدين. ومن يجهر بفعلته يصبح عدواً للمسلمين ويعلن بذلك حربه ضد الإسلام.
كما أن الدين الإسلامي لا يفرض على شخص أن يكون مسلماً بل جاء بعنوان قول الله تعالى في سورة البقرة الآية الكريمة رقم {256} “لا إكراه في الدين”.
ويمكن لكل من لا يريد اعتناق الإسلام أن يكون في حماية المسلمين بشرط أن يقوم بدفع جزية. لكن الردة من جهة أخرى تزعزع استقرار الإسلام وتشكل خطراً كبيراً عليه.
وفي الردة تغيير جذري للشخص الذي كان مسلماً. فيتغير عقله وولاءه وهويته وإنتمائه. ويصبح كافراً بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم بعد أن هداه الله إلى الإسلام. ومقابل ذلك يبيع دينه بهدف من أهداف الدنيا الفانية وانتقل بإرادته إلى خصومة الإسلام والمسلمين واشترى الضلال بالهدى والعقاب بالمغفرة وقدم الكفر على الإعتقاد في الله.
ذات صلة:
من بدل دينه فاقتلوه الدرر السنية
وقد ورد في موقع الدرر السنية الحديث الشريف “من بدل دينه فاقتلوه”. ووضح الموقع من هو راويه وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه. والمحدث الألباني وعن تخريج حديث من بدل دينه فاقتلوه الدرر السنية فقد جاء في صحيح بن ماجه وهو حديث صحيح أخرجه البخاري {3017}.
ونص الحديث يأتي على النحو الآتي:
“أنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عنْه حَرَّقَ قَوْمًا، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقالَ: لو كُنْتُ أنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ؛ لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا تُعَذِّبُوا بعَذَابِ اللَّهِ، ولَقَتَلْتُهُمْ، كما قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: من بدل دينه فاقتلوه”.
ويشرح الموقع لنا الحديث فيقول أن ذات يوم قام علي بن أبي طالب بحرق السبئية بالنار وهم من اتبعوا عبد الله بن سبأ والذين كان في اعتقادهم أن علي هو ربهم. لذلك قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بجمعهم وأحرقهم بالنار جراء شركهم وبهتانهم.
لكن بعض الصحابة خالفوه في هذه الحادثة ومن بينهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. الذي قال عندما سمع ذلك “لو كنت مكانه لما أحرقتهم”.
واستدل بحديث النبي “لا تعذبوا بعذاب الله”. أي أن الله سبحانه وتعالى هو فقط من اختص نفسه بالعذاب بالحريق وكان عليه الإكتفاء بقتلهم دون حرقهم. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “من بدل دينه فاقتلوه”.
وقيل أيضاً أن النهي عن الحرق بالنار هنا ليس دليلاً على التحريم وقد يكون من أجل التواضع مع الله سبحانه وتعالى. وأكبر دليل على عدم حرمانية ذلك أن الرسول قد قام بسمل أعين الرعاة العرنيين بالنار. لكن هذا الحديث فيه نهي صريح عن التعذيب بالنار.
مرشح لك: مانقص مال من صدقة
من بدل دينه فاقتلوه إسلام ويب
وإذا كنت تريد التأكد من صحة حديث من بدل دينه فاقتلوه إسلام ويب فقد أكدها وتحدث تطبيق هذه العقوبة. فقال أن حكم القتل لا ينبغي لأحد منا أن يقوم به بل يتم عن طريق قضاء شرعي وأولي الأمر بعد أن يتم استتابة الشخص الذي قام بالردة لمدة 3 أيام بدون عطش أو جوع ومعاقبة وإذا تاب لا يقتل وإذا لم يتب قتل في الحال.
واستدل على ذلك بالحديث الشريف “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة”. وقد ذكر حديث آخر وهو “لا يحل دم امرئ مسلم إلا رجل زنى بعد إحصانه، أو كفر بعد إسلامه، أو النفس بالنفس”.
ما هي الردة
إن الردة هي الكفر بعد الإسلام. وتنقسم إلى 4 أقسام إما ردة الإعتقاد وهي الشرك بالله أو نفسي صفة من صفاته أو إثبات أن الله له ولد. وإما أن تكون بالقول مثل سب الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد تكون بالأفعال مثل رمي كتاب الله في مكان تعمه الأوساخ والقاذورات. أو السجود للقمر أو الشمس أو صنم. والقسم الأخير هو ردة بالترك لشعائر الدين وعبادة الله حق العبادة.
و حكم من بدل دينه إذا استوفت فيه جميع الشروط من كونه عاقلاً بالغاً فيهدر دمه ويقتله الحاكم أو القاضي. ولا يتم تغسيله أو يتم الصلاة عليه أو دفنه مع المسلمين. وهو ما ينص عليه الحديث الشريف “من بدل دينه فاقتلوه”.
من بدل دينه فاقتلوه ابن باز
إن ابن باز رحمة الله عليه تحدث عن من بدل دينه فاقتلوه صحة الحديث. وقال أن الإنسان الذي يتعدى عليه أحد فيجبره على فعل شيء ما مثل أن يزني أو يكفر أو يقوم باللواط ويقاتل فيقتل فهو شهيد ولا خلاف بين العلماء في ذلك.
وعن صحة حديث من بدل دينه فاقتلوه فلم يؤكدها البخاري فقط في روايته. بل رواه أيضا ما من الترمذي في سننه {1458}. وكذلك النسائي {4059} وابن ماجه {2535} وأبو داوود {4351}.
ويؤكد معناه أحاديث أخرى قد أشرنا إليها في السطور السابقة. وهناك آيات قرآنية أخرى أيضاً ذكرناها. وكل ذلك يؤكد المعنى ويقويه.
ونخلص من كل ما سبق أن حكم من بدل دينه القتل ولا شك في ذلك. لكن لا يجب عقابه بعقاب الله سبحانه وتعالى لأنه اختص به ذاته. ولا يحق لأحد أن يحرق أحد مهما كانت فعلته. ويجوز قتله بأي طريقة أخرى لكن غير الحريق.
وفي الختام وبعد أن تأكدنا من صحة حديث من بدل دينه فاقتلوه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على هذا الدين. ويقوي أيماننا به ويثبت عقيدتنا الإسلامية. وينفع بنا الإسلام ويحفظنا من فتن الدنيا ما ظهر منها وما بطن. ويرزقنا التقوى والتوبة وحسن الإيمان بالله ورسوله الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
صحة حديث من بدل دينه فاقتلوه الشيخ مصطفى العدوي
كلمة الشيخ الشعراوي
إقرأ أيضاً:
- جبر الخواطر باب من أبواب الجنة
- صحة حديث أتبكون مني فأنا مأمور
- نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع