صحة حديث

صحة حديث أنا بريء من الصَّالِقَةِ والحالقة وَالشَّاقَّةِ

نعرض في هذا المقال بحول الله وقوته صحة حديث أنا بريء من الصَّالِقَةِ والحالقة وَالشَّاقَّةِ.

هناك بعض الأفعال التي يقوم بها بعض النساء تنافي الشريعة الإسلامية وتخالف رضا الله سبحانه وتعالى.

وستكون تلك الأفعال هي محور حديثنا اليوم، خاصةً صحة حديث أنا بريء من الصَّالِقَةِ والحالقة وَالشَّاقَّةِ الذي يدور عنه كثير من الأقاويل. كذلك سوف نتناول ما يحمله من معان وشروحات، كل ذلك تجدونه في سطور هذا المقال بالتفصيل.

صحة حديث أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة

إن الله سبحانه وتعالى لديه الحكمة التامة التي نجعلها نحن في كل ما يأخذ وما يعطي. ومن يعترض على حكم الله فهو معترض على قضائه وقدره وعلى الله جل وعلا. لذلك كان على رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم توضيح ذلك حتى لا نقع فيه.

صحة حديث أنا بريء من الصَّالِقَةِ والحالقة وَالشَّاقَّةِ
صحة حديث أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة

ومن أجل ذلك جاء حديث عن أبي موسى عبد الله بن قيس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بَرِيءٌ مِنْ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ”.

وهو بذلك يخاطب كل من انحرف به الطريق نحو الشر والجزع والتعلق بالحياة الدنيا دون الصبر على قضاء الله ومصيبتهم. ويعلن في قوله هذا أنه بريء من كل شخص ضعيف الإيمان لا يصبر على المصائب ويتجه نحو الندب والنياحة ونتف الشعر وشق الجيب.

وكل ذلك ما هو إلا أفعال الجاهلية بينما أولياء الله الصالحين حقا هم الذين يصبرون على قضاء الله. وقال عنهم الله سبحانه وتعالى أنهم صبروا وقالوا: “إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون” {1}.

ما صحة حديث أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة؟

حديث أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة هو حديث صحيح رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه والمصدر صحيح البخاري. أما عن التخريج فقد أخرجه البخاري (١٢٩٦) ومسلم (١٠٤).

وجاء هذا الحديث ليمنع ما تقوم به بعض النساء من شق الثوب ولطم الخدود. وهناك حديث آخر يحمل المعنى نفسه حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لطم الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية”.

كما ورد عنه صلوات الله وسلامه عليه أيضاً حديث صحيح آخر ينص على “أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستقساء بالنجوم، والنياحة”.

ما معنى الصالقة والحالقة والشاقة؟

ما معنى الصالقه؟
ما معنى الصالقة والحالقة والشاقة؟

إن كنت تتسائل عن معنى الصالقة والحالقة والشاقة فقد فسره علماء الحديث واللغة العربية على النحو الآتي:

ما معنى الصالقه؟ : إن معنى الصالقة يشير إلى المرأة التي ترفع صوتها عند تعرضها لمصيبة ما. وأصلها “سالقة” بحرف السين. وتعني الصوت العالي بالندب والعويل وجاءت في القرآن الكريم “سلقوكم بألسنة حداد” {2} وقد تبدل الصاد بالسين.

ما معنى الحالقة؟ : أما عن الحالقة فتشير إلى المرأة التي حلقت شعرها. والقصد منها هو قطع الشعر ونتفه بدون حلق عند حدوث المصيبة.

ما معنى الشاقة؟ : والشاقة هي شاقة الجيب، أي كل مرأة تشق الثياب حزناً على شيء ما.

وكل ما سبق تناوله من معان فهو محرم في الشريعة الإسلامية ولا يجوز لأي شخص أن يعترض على قضاء الله والسخط عليه.

وعلى كل من تفعل ذلك الامتناع عنه على الفور والتوبة والاستغفار عما سبق. لأنها من الكبائر والرسول نفسه قد تبرأ من كل من يفعلها وهو لا يتبرأ إلا من كبير. كما أن كل ذلك لا يمت إلى الإسلام بصلة. وهي أفعال تقليداً للجاهلية وهي مجرد عادات باطلة محرمة في ديننا.

نعلم أن قوة المرأة على تحمل الحزن ضعيفة. ولكن عليها أن تصطبر لأن في صبرها رضا بقضاء الله وأمره. وهو طاعة له أما جزعها فلا يدل إلا عن إيمان ضعيف.

شرح حديث أنا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ وسلق وخرق

إن شرح حديث شرح حديث أنا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ وسلق وخرق لا يختلف كثيراً عن الحديث السابق فهو رواية لمسلم تفيد بالمعاني نفسها.

ويشير في معانيه إلى كل من “حلق” أي حلق شعره لأجل حدوث مصيبة ما، أما عن “سلق” التخفيف والرفع من الصوت عند المصيبة ويقال أن تقوم المرأة بصك وجهها، وعن “خرق” القيام بشق الثياب.

وشرحه يدور حول تحريم فكرة الاعتراض على قضاء الله وقدره بأفعال لا تنتمي إلى الدين الإسلامي الحنيف. في المقابل فيه وصية بالصبر والثبات والرضا، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”.

ذلك لأن الصدمة في بداية الأمر تكون في غاية القوة لذلك يجب الصبر واحتساب الأجر وتحمل المرء هذه المصيبة ولا يجزع ولا يترك نفسه لفعل أمور نهانا عنها شرعنا من ندب ونتف شعر ونياحة وشق ثياب، وفي المقابل نكتفي فقط بقول “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا

ما صحة حديث أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة؟
كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا

إن صفة الصبر هي أساس وركيزة لكل صفة أخلاقية نتمتع بها، فالصبر جزء لا يتجزأ من كل صفة جميلة نتسم بها.

فالشجاع لابد وأن يكون صابراً، كذلك الكريم والرحيم، والصبر منبعه في القلب ونتيجة الصبر ترجع إلى القلب أيضا. ومن يتحلى بالصبر يعم قلبه السكينة والطمأنينة والأمان ..

والصبر يحتاج منا القيام ببعض الأشياء من أجل الوصول إليه، وهذه الأشياء تتمثل في النقاط الآتية:

تعلم كيف تتعايش مع الحياة والنظر إلى المستقبل دون الانغماس في الماضي الأليم. فبصرف النظر عما قد سبق حدوثه لا يزال أمامنا المزيد ليحدث فللنظر للغد القريب والبعيد ونترك الماضي إلى جنب.

البعد عن الخوف من المستقبل وعدم تأجيل الشعور بالبهجة والسعادة لحين إشعار آخر. فقط علينا أن نعيش اللحظة دون النظر إلى ما مضى أو توقع الأسوأ فيما هو قادم. لأن القادم بيد الله وهو عند ظننا فلنحسن الظن به إذن.

“لقد مررت ببعض الأمور الصعاب في حياتي، ولقد حدث بعضها بالفعل، أي أن كثيرا مما مررت به لم يحدث، كما أن كثيرا مما حدث بالفعل قد انتهى ولن يعود، وقلقك بشأنه لا معنى له”

مارك توين

جرب أن تنظر إلى نصف الكوب المليان والجانب المشرق من الظلام الدامس الذي تراه. حاول أن ترى ما وراء الصورة. وأكاد أجزم لك أنك سوف تعي حكمة الله التي إذا أدركتها أدركت مدى تفاهة هذه الحياة مقابل حب الله والرضا بما أعطى ومنع.

حاول أن تدرب نفسك على الصبر، فالصبر صفة مكتسبة وليست فطرة نولد عليها. وليس من الصعب اكتسابها فمن يريد أن يصبر يستطيع ذلك فقط تحتاج إلى بعض التمرينات وكرر دوماً “أنا استطيع”.

تعلم أن الصبر صفة من صفات القلب يمكن أن تزيد أو تنقص بالممارسة. مثلها مثل أي شيء آخر إذا اهتممت به أثمر ونضج، وإذا تركته دون عناية بلى وذبل. لذلك اهتم بتلك الصفة وجاهد نفسك ولا تغضب. ولا تكفر وارضى بقضاء الله وقدره كيفما كان ومهما يكون.

ثواب الصبر على البلاء

إن الصابر على المصائب ينال أجرا عظيما من الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة. حيث يقول جل وعلا في كتابه العزيز “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.

كذلك ينال الصابر على المرض والبلاء أيا كان نوعه حب الله سبحانه وتعالى، لأنه أخبرنا بذلك حينما قال “والله يحب الصابرين”{3}.

أما عن ثواب الآخرة فسيكون الجنة، حيث أن كل من يصبر على ابتلاءات الدنيا ينال الجنة دون شك. لأنه تحمل ورضى والله سبحانه وتعالى يعطينا أكثر مما نستحق لأنه الكريم. والجنة مثوى كل صابر أواب.

كما يحصل الصابر على معية الله جل جلاله له، حيث يقول الله في القرآن الكريم “واصبروا إن الله مع الصابرين”{4}. فما أجمل الصبر وما أجمل أن تكون في معينة الله في كل وقت.

ويبشر الله من يصبر على البلاء بثلاث بشائر في قوله تعالى “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”{5}.

وفي الختام يجدر الإشارة إلى ضرورة الصبر والتصبر والتحمل في مواجهة أي أمر صعب نمر به، إن كانت مصيبة الموت أو مصيبة أخرى. ذاك لأن الدنيا دار ابتلاء واختبار من الله لنا. هبطنا إليها عقاب من الله وينتظر منا أن نعود إلى الجنة بعد خوض الكثير من التحديات والنجاح فيها جميعها. دعونا نقرر من الآن ألا نعيد الكرة ولا نغضب الله بأفعال الجاهلية ونتوجه إليه بصالح الدعاء حتى يرزقنا ما سبق ذكره من عوض جميل على الصبر. والآن نكون قد انتهينا من عرض صحة حديث أنا بريء من الصَّالِقَةِ والحالقة وَالشَّاقَّةِ انتظروا المزيد.

اقرأ أيضا: صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات

المصادر

{1} سورة البقرة الأية: 157.

{2} سورة الأحزاب الأية: 19.

{3} سورة أل عمران الأية: 146.

{4} سورة الأنفال الأية: 46.

{5} سورة البقرة الأية: 156.

[ays_poll id=4]
Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button