قد يظن بعض الناس أنهم عندما يخرجون عن شعورهم وقت غضبهم وينهالون بالسباب على من حولهم، فهم بهذا أشداء أقوياء. لكن الإجابة نجدها في حديث الرسول صلى الله عليه ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
فلا يوجد أسهل من الغضب والصراخ وتحطيم الأشياء من حولنا. لكن تمالك الأعصاب وكظم الغيظ يحتاج إلى قوة حقيقية بل يحظى بها الجميع.
وفي مقالنا لليوم المقدم من موقع دعاء المسلم ,سوف نتناول معًا صحة وشرح حديث ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
جاء من حديث أبي هريرة. أن رسول الله ﷺ قال: ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، متفق عليه.
فالغضب فطرة وغريزة وضعها اللهُ في تكوين الإنسان، ويمكن تعريف الغضب على أنه تغير يحدث عندما يضخ القلب الدم بسرعة.
فيحدث بعده التشفي في الصدر، وعليه فإن الناس تختلف في بدايته وآثاره. فمنهم من يكون آثار غضبه مذموم، ومنهم من لا يتعدى حدود كونه محمودًا.
فمن كان غضبه للحق ولم يقوده الغضب لما يفسد عليه دينه ودنياهم فهو غضب محمود. ومن كان غضبه في الباطل وعلى كل صغيرة وكبيرة. أو لا يقدر على التحكم في غضبه، ويدفعه هذا الغضب كسر كل الحدود وإفساد دينه ودنياه فهذا هو الغضب المذموم.
وفي الحديث دروس يمكن أن نتعلم منها على النحو التالي:
- أن مِن أكبر الأدلة على قوة الشخصية: هي الحلم، والقدرة على ضبط النفس وقت الغضب.
- أن الغضب ولو كان غريزة نفسية داخل الإنسان، فيمكن مقاومتها وترويضها.
- وأيضًا يخبرنا الحديث أن كبح النفس وقت الغضب من أعظم الأعمال الصالحة التي يثاب عليها صاحبها.
- وفي الحديث أيضًا يصوب الرسول المفاهيم الخاطئة، فلقد شبه الغضبان في كبحه لغضبه. وإخماده لثورة غيظه وصرعها بثباته، فكان أشبه بالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه.
Ù Ø±Ø´Ø ÙÙ: ٠٠أعا٠ظاÙ٠ا سÙط٠اÙÙ٠عÙÙÙ
ما صحة حديث ليس الشديد بالصرعة؟
إن حديث ” ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ” هو حديث صحيح رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وأخرجه البخاري ومسلم.
- الراوي : أبو هريرة
- المحدث : الألباني
- المصدر : صحيح الأدب المفرد
- الصفحة أو الرقم : 989 |
- خلاصة حكم المحدث : صحيح
- التخريج : أخرجه البخاري (6114)، ومسلم (2609)
ÙعتÙد Ø£ÙÙ ÙÙÙ Ù: Ø®ÙرÙ٠٠٠بÙر باÙاÙØ«Ù
ما المقصود بالصرعة؟
تعريف و معنى الصرعة في معجم المعاني الجامع:
- صَرعة: (اسم) الْمَرَّةُ مِنْ صَرَعَ.
- صَرعة : ظَاهِرَةٌ، حَالَةٌ، نَموذَجٌ، أُسْلُوبٌ فِي اللِّبَاسِ.
- عَلَى كُلِّ صَرْعَةٍ : عَلَى كُلِّ حَالٍ.
- صُرَعة: (اسم).
- صيغة مبالغة من صرَعَ: غلاَّب في المُصارعة، من يصرَع النّاسَ كثيرًا رَجُلٌ/ قومٌ صُرَعةٌ.
- الصُّرْعَةُ : من يَصْرَعه النَّاسُ كثيرًا.
اÙرأ Ø£Ùضا: Ùصص ع٠ÙÙاÙØ© اÙÙتÙÙ
ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغضب؟
هناك العديد من الأحاديث التي تحدث فيها الرسول عن الغضب، وسنذكرها لكم على النحو التالي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: ((لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب ))، قال الخطابي: (معنى قوله: ((لا تغضب)) اجتنب أسباب الغَضَب، ولا تتعرَّض لما يجلبه).
وقال ابن التين: (جمع صلى الله عليه وسلم في قوله: ((لا تغضب)) خير الدنيا والآخرة؛ لأنَّ الغَضَب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه، فينتقص ذلك من الدين).
وقال البيضاوي: (لعله لما رأى أنَّ جميع المفاسد التي تعرض للإنسان إنما هي من شهوته، ومن غضبه، وكانت شهوة السائل مكسورة. فلما سأل عما يحترز به عن القبائح نهاه عن الغَضَب. الذي هو أعظم ضررًا من غيره، وأنَّه إذا ملك نفسه عند حصوله، كان قد قهر أقوى أعدائه)
- عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله علمني كلمات أعيش بهن ولا تكثر علي فأنسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغضب )).
قال ابن رجب في شرحه للحديث: (فهذا الرَّجلُ طلب مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُوصِيه وصيةً وجيزةً، جامعةً لِخصال الخيرِ، ليحفظها عنه خشيةَ أنْ لا يحفظها؛ لكثرتها. فوصَّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ لا يغضب، ثم ردَّد هذه المسألة عليه مرارًا، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يردِّدُ عليه هذا الجوابَ. فهذا يدلُّ على أنَّ الغَضَب جِماعُ الشرِّ، وأنَّ التحرُّز منه جماعُ الخير)
- وعن سليمان بن صرد قال: ((استبَّ رجلان عند النَّبي صلى الله عليه وسلم، ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبه مغضبًا قد احمرَّ وجهه. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقالوا للرَّجل: ألا تسمع ما يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون )).
Ù Ø±Ø´Ø ÙÙ: Ùصص ع٠إطعا٠اÙطعاÙ
شرح حديث ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
قد وضع الإمام النووي هذا الحديث في باب الصبر لإن المرء عندما يكبح زمام غضبه. ويكظم غيظه يحتاج إلى صبر عظيم.
ولهذا قال النبي ﷺ: ليس الشديد يعني: أي ليس الإنسان القوي هو الذي يصرع بسرعة. والمقصود بالصُّرَعة أي: ذالك الذي يصرع الناس كثيرًا، وإنما لكن القوي والشديد الحقيقي هو من يتمالك أعصابه وقت الغضب.
فصرع الناس وغلبتهم بالعضلات والقوة أمر يحصل لأي شخص كان، وربما يحصل أيضًا للحيوانات.
وقد ترى الرجل على عضلاته وقوة شخصيته وقت غضبه يستحيل طفلًا صغيرًا. فيطلق امرأته ويسب نفسه ويتحدث بما لا يعي ولا يعقل، ثم بعد هذا يندم على ما تفوه به.
فإن الغضب أشبه بجمرة من جمار الشيطان يقذفها في قلب الإنسان. وعليه فينبغي على الإنسان إذا قذف الشيطان في قلبه جمرته أن يستعيذ بالله منه.
فذلك أدعى لدفع أثره، ثم عليه أن يغير وضعه، فإذا كان قائمًا فليهم بالجلوس. فهذا أثبت للإنسان، وعليه أن يغسل وجهه أو يتوضأ، ويعمد البعض إلى شرب كوب ماء وقت الغضب حتى يخمد جمرة الشيطان.
فلو فعل الإنسان تلكما الخطوات ستقل تمامًا ثورة هذا الغضب. ثم هو بحاجة إلى أن يتحكم في لسانه فلا ينطق ولا يشتم ولا يتكلم بما لا يليق من طلاق وتحريم ونحوه. حتى لا يندم بعدها ويسرع في البحث عمن يفتيه.
ولو كان الرجل عند امرأته وفقد أعصابه، فالأفضل له أن يغادر المنزل ويذهب للسير أو التريض. أو أي حركة يخمد بها جمرة غضبه.
ثم يعود بعدما يهدأ تمامًا؛ فجلوسه معها في حالة الغضب تلك والرد على كل كلمة بكلمتها سيولد لهبًا الله وحده أعلم متى سيخمد.
وإلى هنا قراءنا الكرام نكون قد وفقنا بفضل الله تعالى وبركاته علينا أن نهتم مقالنا الذي كان بعنوان ليس الشديد بالصرعة. وقد ذكرنا لكم فيه تفسيرًا للحديث وبعض الدروس المستفادة من هذا الحديث وغيرها من الموضوعات المتعلقة بهذا العنوان، ونتمنى أن يكون المقال قد نال على رضاكم ولاقى استحسانًا منكم.
اقرأ المزيد:
- إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
- قصص مؤثرة عن أخلاق الرسول
- تجربتى مع الصلاة على النبى
- لا تسبوا أصحابي
- صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات