قصة بني اسرائيل ومائدة المن والسلوى ,لقد انعم الله على بني اسرائيل في سيناء بنعم كثيرة. لكن بني اسرائيل قابلوا تلك النعم بالجحود والنكران. ففي قصة بني اسرائيل قد انزل الله عز وجل عليهم التوراة. ومن عليهم بمغفرته لهم بعد عبادتهم للعجل الذى فتنهم به السامري. وم ثم افاقتهم من غشية الرجفة وبعثهم بعد صعقهم. لكن موقف بني اسرائيل دائما كان موقف جحود وكفر. فقد ورد في قصة بني اسرائيل انهم ماكانوا يخرجون من مخالفة الا ويقعون في مخالفة جديدة.
قصة بني اسرائيل
وبمتابعة حديثنا عن قصة بني اسرائيل ونعم الله عليهم في سيناء. نستكشف سويا نعم جديدة اخبرنا الله سبحانه وتعالى بها في القرأن. ومن هذة النعم نعمة تظلليلهم بالغمام ,فقد كان بني اسرائيل يتنقلون مع نبي الله موسى عليه السلام في صحراء محرقة. ليس فيها مايقيهم حر الشمس ,فأصاب بني اسرائيل الاذى. فأراد الله الانعام على بني اسرائيل بنعمه جديدة. فظلل عليهم الغمام لتكون اية لهم وللناس أجمعين في قصة بني اسرائيل الى الابد. فقد ساق الله اليهم الغمام اي السحاب ,وجعله فوقهم ليقيهم حر الشمس.
ملخص قصة بني إسرائيل
وبعد ذلك في قصة بني اسرائيل ,أنعم الله عليهم بأن فجر لهم عيون الماء في الصحراء ,وقد اخبرنا الله في القرأن في قصة بني اسرائيل ,ان بني اسرائيل استسقوا موسى عليه السلام ,لما أصابهم العطش ,وهم يتحركون في صحراء سيناء. ,فطلب سيدنا موسى من الله متضرعا ان يسقي بني اسرائيل لينقذهم من العطش ,فأمر الله عز وجل سيدنا موسى ان يضرب الحجر بعصاه ,ففعل ذلك منفذا أمر الله. فأجرى الله على يديه معجزة ظاهرة ,حيث تشقق الحجر من الضربه ,فانبعثت منه اثنتى عشر عين ,ثم فارت تلك العيون فانفجرت ,وسال من الحجر الكبير 12 عين على عدد اثباط بني اسرائيل على عددهم . وفي قصة بني اسرائيل يؤخذ عليهم انهم استسقوا نبيهم ولم يستسقوا الله عز وجل مباشرة وهو ربهم ورازقهم وخالقهم ,وهذا ان دل يدل على كفرهم وفساد سريرتهم وسوء طويتهم.
استسقاء سيدنا موسى لقومه في قصة بني اسرائيل
من جهه اخرى توجه سيدنا موسى بالدعاء الى الله ,واستسقاه لقومه. وهذا يدل على اهتمام نبى الله موسى بقومه بني اسرائيل وتلبيته لحاجتهم وحله لمشاكلهم. رغم مخالفات بني اسرائيل له ولـ أوامر الله. الا انه يظل نبيهم ورعيهم ,فقد استرعاه الله قومه ولا بد ان يقوم بواجبه نحوهم.
عصا سيدنا موسى
العصا التي ضرب بها سيدنا موسى عليه السلام الحجر هي تلك العصا التى جرى بها معجزات سابقة بامر الله. فعصى سيدنا موسى التى ضرب بها الحجر في قصة بني اسرائيل ,هي نفس العصا التى القاها فصارت حية تسعى وهى التي القاها امام فرعون فصارت ثعبان مبينا. وهي نفس العصا التي القاها امام السحرة في المبارازة فصارت افعى وابتلعت كل ما امامها. وهي نفس العصا التى كان يحملها معه على شاطئ البحر ليلة خروج بني اسرائيل هربا من فرعون. فأمر الله سيدنا موىسى ان يضرب البحر بها ,فشق الله بها طريقا يبسا في البحر.
المن والسلوى
واضافة الى المعجزات والايات التي في قصة بني اسرائيل. معجزة المن والسلوى التى ساقها الله اليهم ليأكلوا منها كما طلبوا. وبعدما هئ الله لهم سبيل الحياة في الصحراء وسهلها عليهم. تكفل لهم بالطعام وسهله عليهم بدون كد ولا تعب ولا مشقة.
في سيناء نواصل حكاية بني اسرائيل بعد خروجهم من مصر. هرب من طغيان فرعون واستعباده. وامتثالا لاوامر نبيهم كليم الله موسى عليه السلام. وعندما استقر المقام ببني اسرائيل عدة ايام مضى كليم الله لميقات ربه عن الجانب الايمن من جبل طور سيناء.
قد يهمك :
قصة بني إسرائيل كاملة
وتكملة لقصة بني اسرائيل عندما عاد سيدنا موسى عليه السلام من ميقات ربه ,حاملا معه الواح الشريعة والعهد. وجد قومه وقعوا في الفتنة. وقد اضلهم السامري بعدما صنع لهم عجلا من الذهب واقنعهم انه ربهم او ان الرب يكلمهم عبرة. فساروا يجدون له ويعبدونه.
قال تعالى "فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ " سورة طه اية 88.
فسارع نبي الله موسى عليه السلام لتطهير بني اسرائيل من فتنة عبادتهم للعجل. ثم ان الله عفى عن بني اسرائيل وخفف عنهم العقاب. تاركا لهم طريق التوبة النصوح. وطالت ايام بني اسرائيل في صحراء سيناء .
وشحت مؤنهم وقاربت على النفاذ. فسئلوا كليم الله موسى ان يدعوا رب العالمين ان يرزقهم رزق حلال طيبا يبعد عنهم الجوع والهلاك. فيستجيب الله عز وجل لكليمه. فيرسل لهم اسراب طيور السلوى. تلك الطيور التي كانت تمر بمخيمهم وتحط قربهم بعدما انهكها التعب. فكان صيدها سهلا يسيرا. فلم يكونوا بحاجه لمجهود ليمسكوا بها. ثم انزل الله عز وجل حلو المن. وهو سائل حلو لزج. كان بني اسرائيل يجدون قطراته موجودة على اسطح الصخور. فكانوا يجمعونه باسهل مايكون. لكن سيدنا موسى عليه السلام نبه قومه ان الحصول على هذين النوعين من الطعام. مرهون بشرط وحيد وهو الا يجني بني اسرائيل الى حاجة يومهم. فلا يخزنوا من المن والسلوى اي مقدار.
ويرضى بني اسرائيل بهذا الشرط في اول الامر قبل ان يجد التذمر طريقه اليهم. وهم الذين اعتادوا على معانده اوامر الله ومناكفة نبيه موسى عليه السلام. فسئلوه ان يدعو ربه ليرفع عنهم هذا الشرط فقد سئموا من الخروج كل يوم في طلب هذا الرزق السسهل. نعم لقد تعب بني اسرائيل من نيل هذا الرزق السهل ,تخيل! ولكن حقيقة الامر انهم كان يخشون انقطاع هذا الطعام فجأه وهذا ان دل ,يدل على اسائتهم الظن بالله بحانه وتعالى. ولكن كلم الله موسى عليه السلام اكد لهم ان هذا الرزق لن ينقطع عنهم ابدا ,ان هم احسنوا الظن بالله وتوكلوا عليه حق توكله.
بني اسرائيل وعصيانهم
و كذلك في قصة بني اسرائيل قبل قوم بني اسرائيل بما سمعوه من كلام نبيهم موسى ,يقبلون به على تأفف ,وقد اكن بنو اسرائيل يضمرون امرا اخر في نفوسهم. فقد قال بعضهم ان موسى لن يعرف بأي شئ ,ان هم خذنوا بعض مايجنونه ,فمن قال انها اوامر الله حقا. هكذا ذعموا. وكانوا يعتقدون انهم حتى لو عصوا اوامر نبيهم وخذنوا من هذا الطعام ان الله لن ينزل عقابه عليهم. بمثل هذا الكلام تحدث الكثير من قوم بنوا اسرائيل. وبسبب هذا الحديث قرروا ان يخالفوا اوامر نبي الله موسى عليه السلام ويخزنوا من المن والسلوى وماشاءوا , وكذلك فعلوا.
فقد دسوا مايزيد عن حاجتهم ف درر وصناديق ,فقد دوا مايزيد عن حاجتهم. وكذلك ,اعتقدوا انهم اخفوها عن موسى كليم الله. هكذا ,سولت لهم انفسهم.
وربما ظن بني اسرائيل انهم يخفونها عن الله سبحانه وتعالى وهو العالم بكل صغيرة وكبيرة في السموات والارض
واقبل الليل ونام بنوا اسرائيل واكثرهم يمنى نفسه بالراحة في اليوم التالي. هكذا كانوا يتمنون. فهم غير مضطرين للسعي لنيل حاجتهم من المن والسلوى ,بعدما امنوا حاجتهم لليوم التالي. وربما للايام القادمة.
قال الله تعالى ” كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ “.
طة اية 81
وتكملة لقصة بني اسرائيل ,ها قد أشرقت شم يوم جديد واذ بالهدوء يلف بيوت بنوا اسرائيل في صحراء سيناء. فقد جرت العادة على ان يخرجوا قبيل شروق الشمس. فهى الساعة التي تتجمع فيها طيور السلوى وتتجمع قرب مساكنهم. ففي تلك الساعة فقط كان يمكن لبني اسرائيل ان يقبضوا على تلك الطيور.
العقوبة في قصة بني اسرائيل
وها قد انقضت تلك الساعة ولم يخرج من بني اسرائيل الا نفر قليل. حتى ان هذة الجماعة التي لم تخرج ظلوا مستلقين ونائميين ,ومرت ساعات من الهدوء ,قبل ان تظهر في مساكن بني اسرائيل حركة غريبة.
ولذلك يخرج بني اسرائيل من مساكنهم على عجل ,ويبدوا على وجوه اكثرهم علامات الصدمة. وبدأ الرجال يخرجون من مساكنهم بتلك الصناديق التي خزنوا فيها الطيور التي اصطادوها ,حيث كانت تفوح منها رائحة نتنة ومقززة.
أسرع بنوا اسرائيل كي يتخلصوا من هذة الصناديق ويدفنونها او يلقونها بعيدا في الصحراء.
وهكذا وقعت العقوبة من الله سبحانه وتعالى على الذين عصوا امر ربهم وتجاوزوا الحدود وما نهاهم ربهم عن القيام به. فقد كانوا ممن طغوا على امر الله سبحانه. فما خذنه القوم من المن والسلوى ,رجاء استعماله في الايام القادمة فسد وتلف ,وانبعثت منه روائح كريهه وبشعة. حيث فضحتهم تلك الروائح وفضحت مخالفتهم لله سبحانه وتعالى.
وكذلك كشفت سوء ظنهم بالله عز وجل ,وعدم ثقتهم بكلام نبيهم موسى عليه السلام.
ذات صلة :