سوف نقدم باذن الله في هذا المقال صحة الحديث ولا تجد المرأة حلاوة الايمان حتى تؤدي حق زوجها. ان طاعة المرأة لزوجها من واجبات زوجها عليها. وبينت لنا الشريعة الإسلامية حقوق الزوج على الزوجة كاملةً.
ولم تكتف بذلك فقط بل وضحت حقوقها أيضاً. لكن هل حقاً ولا تجد المرأة حلاوة الايمان حتى تؤدي حق زوجها حديث صحيح جاء عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
هذا ما سوف نوضحه اليوم في مقالنا هذا. كذلك سوف نوضح كيف يحصل المرء على حلاوة الإيمان بوجه عام. والأهم من كل ذلك هو التأكد من صحة حديث ولا تجد امرأة حلاوة الايمان. تابعوا قراءة الفقرات حتى النهاية.
ولا تجد المرأة حلاوة الايمان صحة الحديث
إن السجود لله سبحانه وتعالى تعظيماً له من العبادات التي يستحقها هو فقط دون أن يشاركه في ذلك أحد غيره. لكن ما صحة الحديث الذي ينص على وحديث لا تجد المرأة حلاوة الايمان حتى تؤدي حق زوجها.
“لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ من عظم حقه عليها، ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان؛ حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب”.
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن تأدية المرأة لحق زوجها
هذا الحديث تناوله موقع الدرر السنية الذي يتناول صحة أحاديث كثيرة ويبين سندها والحكم عليها بالأدلة والبراهين المؤكدة. وأشار إلى أن حديث لا تجد المرأة حلاوة الإيمان حديث حسن صحيح رواه معاذ بن جبل والمحدث الألباني رحمة الله عليه. وجاء في صحيح الترغيب صفحة 1939.
والمقصود بالقتب هو آلة من ضمن آلات عديدة يتم وضعها على الجمل مثل الإكاف لغيره. ومعناه أن النساء كن إذا رغبن وضع الحمل جلسن عليه وذلك يكون أيسر للولادة.
صحة حديث واسناد حديث ولا تجد المرأة حلاوة الايمان
حديث ولا تجد المرأه حلاوة الايمان حتى تؤدي حق زوجها هو حديث حسن صحيح رواه معاذ بن جبل
كما ذكرنا أن هذا الحديث صحيح وفقاً لموقع الدرر السنية؛ إلا أن هناك من يؤكد ضعف هذا الحديث مثل ابن معين ويقول أن الأصح هو الرواية التي جاءت على النحو التالي:
“لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ”.
الذي رواه عبد الله بن أبي أوفى وجاء في صحيح ابن ماجه صفحة 1515. والحكم عليه حسن صحيح والمحدث هو الألباني رحمه الله.
ويؤكد أن إسناده وهو أزهر بن مروان عن حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن عبد الله بن أوفى كله رجال ثقات. وبذلك يصبح ” لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها” أفضل وأصح من لفظة “لا تجد المرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها”. وأضاف أن أبو حاتم مضطرب الحديث.
إقرأ أيضا:
ولا تجد المرأة حلاوة الإيمان إسلام ويب
إن في كثير من الأحيان تنشأ بعض الاختلافات بين الزوجان على أمر ما. وحينها يتوجب على الزوجة أن يتحلين بالأدب والحكمة لأنه يغلب عليهن طابع الاندفاع دوماً.
فنجد أن المعظم يتطاولن على أزواجهن بالعبارات البذيئة والإساءة إليهم وإلى كرامتهم ما يجعل الرجل يستشيط غضبا منها ويتفاقم الوضع بينهما حتى ينتهي الأمر بنتيجة لم يكن يتوقعاها منذ بداية الخلاف.
والشرع الحنيف وضح لنا أن حق الزوج على الزوجة أن تحرتمه وتلتزم الأدب معه وذلك ليس عليها فقط بل لها أيضاً أن يحترمها الرجل ويتأدب معها إلى أقصى الحدود.
وتطاول المرأة على زوجها وعدم طاعته يوقعها في ذنب كبير. وعلى كل منهما التأدب في التعامل مع الآخر ومعرفة كل منهما حقوقه وواجباته. ولأن الزوجة غالباً ما تكون مندفعة في تصرفاتها أكد الشرع لها على ضرورة احترام زوجها.
لدرجة أن سمى الله الزوج بالسيد تعظيماً لحقه على الزوجة وجاء ذلك في قوله تعالى “وألفيا سيدها لدى الباب” {1}. كذلك في حديث روته أم الدرداء رضي الله عنها أنها قالت “حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إلى آخره” وتعني بسيدي هنا زوجي.
كما أن الزوج أيضا عليه أن يتأدب مع زوجته ولا يجعل الأرض خصبة أمام الشيطان ليزرع فيها وساوسه ويحصدانها هما وتتوتر علاقتهما.
فقال الله تعالى “وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا” {2}. ومن هذا المنطلق فإذا أدت المسلمة حق زوجها اطمأنت حياتها وذاقت حلاوة الإيمان.
هل الحديث لا تذوق المرأة حلاوة الايمان أم لا تجد المرأة حلاوة الايمان ؟
الجواب هو: لاتجد المرأة حلاوة الايمان حتى تؤدي حق زوجها.
حديث ولا تجد المرأة حلاوة الايمان
إن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين بلا شك مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا لا ينقص من حقهما. فالله سبحانه وتعالى أمر المرأة بطاعة والديهما وبرهما والإحسان إليهما والبعد عن عقوقهما لأنه من أكبر الكبائر وزواجها لا يسقط برهما.
لكن يجب الإشارة إلى أنه في حالة زواجها تصبح طاعة الزوج مقدمة على طاعة والديها وهذا لا يتعارض مع حقهما عليها. فحق الوالدين أعظم من حق الزوج وحق الأم أعظم من حق الأب.
والدليل على ذلك أن حق الزوج قائم ما دام الزواج قائم، أما حق الوالدين فهو باق حتى بعد وفاتهما وبرهما واجب حتى ولو كانا كافرين. والسجود الذي يشير إليه الحديث “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله ..” ما هو إلا سجود احترام وتقدير فقط.
والثلاث روايات التي أتى بها المضمون على النحو الآتي:
” لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا هَذَا يَا مُعَاذُ قَالَ أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ ؟
الألباني: حسن صحيح.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَا تَفْعَلُوا ؛ فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ؛ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا ، حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا ، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ ؛ لَمْ تَمْنَعْهُ “.
“عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا”.
الألباني: حسن صحيح.
“لوْ أَمْرتُ أحَداً أنْ يسجُدَ لأحَدٍ؛ لأمْرتُ المرأَةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها؛ مِنْ عِظَمِ حقِّه عَليْها، ولا تَجدُ امْرأَةٌ حلاوةَ الإيمان؛ حتى تُؤَدِّيَ حقَّ زوْجِها، ولو سَألها نَفْسَها وهيَ على ظَهْرِ قَتَبٍ”.
الألباني: صحيح في “صحيح الترغيب والترهيب”.
لو كنت آمرا أحدا أن يسجد صحة الحديث
إن ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد صحة حديث ) مؤكدة. لكن يجب الإشارة إلى أن السجود المشار إليه هنا هو سجود احترام. فالسجود له قسمان إما سجود تعظيم وهذا يجوز.
أو سجود العبادة وهو لا يشارك فيه الله أحدا ولا يجوز لأحد غيره. لكن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أشار أن سجود التعظيم لا يكون ولو كان لأمر الزوجة بذلك.
“لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها”. وذلك تعظيماً لحق الزوج وواجبه على زوجته فقط. والله أعلم. للمزيد من الفائدة تابع حديث انما الاعمال بالنيات.
ما هي حلاوة الإيمان
إن المقصود بحلاوة الإيمان هو التلذذ بالطاعات. فالعبد يتحمل مشاق العبادات والطاعات في سبيل نيل رضا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلواته وسلامه عليه.
وبالتالي فهو يفضل أن يرضي الله على الدنيا ويحدث ذلك بالمداومة على الفرائض والإكثار من النوافل. حيث يقول النبي “وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عايه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به”.
ويخبرنا أيضاً رسولنا الحبيب أن الذي يذوق طعم الإيمان هو من رضى بالله ربنا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاً. ولذة الطاعة لا تشبه لذة المعصية ذلك لأن لذة الطاعة لذة روحية يشعر بها القلب. أما لذة المعصية فهب لذة شهوانية يستلذ بها الحسد ويتبعها الندم والحسرة.
كذلك يحدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن ثلاث خصال إذا توافرت في عبد من عباد الله ذاق حلاوة الإيمان وهي على النحو الآتي:
- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
- أن يحب المرء لا يحبه إلا لله.
- وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.
وحلاوة الإيمان تثلج القلب فرحا وسعادة لا مثيل لها فهو يتذوقها ويستلذ بها كما يستلذ اللسان بطعم الطعام والشراب. أما حلاوة الإيمان فهي غذاء الروح والقلب معا.
كيف الوصول إلى حلاوة الإيمان
إن هناك العديد من الأشياء التي إذا فعلها العبد ذاق حلاوة الإيمان. ويأتي في مقدمتها دعاء الله بتيسير حلاوة الإيمان ولذته إليه. بالإضافة إلى السعي وراء أسبابها مثل التفقه في الدين وأداء الفروض والطاعات.
كما يجب طاعة الله في أموره وتجنب نواهيه. كما يستشعر المرء أن محبة الله ورسوله لهي أقرب إليه من أي شيء آخر وذلك باتباع أوامرهما واجتناب نواهيهما. وذلك يشير إليه الله في قوله تعالى “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم” {3}.
كذلك أن يحب المرء لأخيه ما يحبه لنفسه وتمني الخير لكافة المسلمين ومحبتهم في سبيل الله. وبذلك يحصل المرء على حلاوة الإيمان.
كما يجب على كل من يريد بلوغ حلاوة الإيمان أن يبتعد عن أي طريق يؤدي إليه من المعاصي. وعليه مجاهدة نفسه وملذاتها وشهواتها. حيث يقول الله “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” {4}.
وفي الختام يجب الإشارة إلى أن هناك أكثر من رواية لـ ولا تجد المرأة حلاوة الايمان صحة الحديث تختلف من إمام لآخر. لكن الصيغة الأصح في الروايات الثلاثة هي التي تنص على ( لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ). وبعد أن وضحنا القضية من جميع جوانبها نتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت أمامكم وتعرفتم على صحة حديث ولا تجد المرأة حلاوة الايمان .. انتظروا منا المزيد.
المراجع:
- {1} سورة يوسف الآية رقم 25.
- {2} سورة الإسراء الآية رقم 53.
- {3} سورة آل عمران الآية رقم 31.
- {4} سورة العنكبوت الآية رقم 69.
إقرأ أيضاً:
4 Comments