صحة حديث

صحة حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة

صحة حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة، إن الدين الإسلامي الحنيف جعل مكانة الصداقة في أعلى مراتب العلاقات الإنسانية. لأنه يعي جيداً مدى أهمية تلك العلاقة في تقدم الشعوب وازدهارها. خاصةً أن الصديق يؤثر على صديقه بشكل كبير للغاية. ونجد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الأدلة والبراهين المؤكدة على أهمية الصداقة. ومن بينها حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة والذي سيكون محور حديثنا اليوم. كما أننا سوف نسلط الضوء على بعض الأمور المتعلقة بهذا الموضوع من صحة الحديث وشرح مبسط لمعانيه والتحدث بشكل مجمل عن الصداقة وتأثيرها الإيجابي والسلبي على الفرد والمجتمع.

صحة حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة

يقول الله في كتابه العزيز “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” {1}. وهذه الآية تعتبر إحدى المواضع التي ذكرت فيها أهمية الصداقة في المؤانسة واستقرار الحياة الإنسانية.

شرح حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة
صحة حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ورد عنه الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحدثت كثيراً عن أهمية تلك العلاقة السامية التي تخلو تماماً من المصالح الشخصية والتفضيل. 

بل إن كل طرف فيها يحاول تقديم كافة سبل الدعم الممكنة للطرف الآخر. ولعل من بين تلك الأحاديث هو حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة.

ومن الجدير بالذكر أن الموقع الذي يتناول كافة الأحاديث ويبرز مدى صحتها من عدمها وهو موقع «الدرر السنية» لم يرد فيه هذا الحديث. 

وهذا الأمر في غاية الغرابة لأن هذا الحديث على وجه التحديد ينتشر كثيراً على ألسنة المسلمين وقلما نجد حديثاً عنه وعن شروحاته ومعانيه .. وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال بالتفصيل.

خاصةً أن حديث “خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة” لا نجد مقالا يتحدث عن أهمية الصداقة في الإسلام إلا وقد وجدناه. وفيما يلي نعرض لك شرحاً مفصلاً لمعاني الكلمات والغرض منها بشكل أكثر تفصيلا.

شرح حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة

إن حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة يتناول كثير من المعاني، حيث أنه يتناول أهم صفتين في الصديق الصالح وهما أن يكون قليل الشقاق وكثير الوفاق.

ويحثنا رسولنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال تلك السبع كلمات على الكثير والكثير من الأشياء التي يجب أن نحذر منها عند اختيار الصديق.

وهو ألا يكون متعالي ويكثر من الحديث عن نفسه والتحقير من غيره .. وأنه يكون قريب الطباع ولين القلب وحسن الخلق واللسان وألا يعامل صديقه بجفاء.

ذلك لأن إذا صلح معدن الصديق صلح معدن الطرف الآخر لا محالة. وإذا كان الصديق فاسد الخلق والدين كان ذلك له أثر كبير على الطرف الآخر والندم سيكون هو المسيطر في النهاية. 

لقول الله تعالى في كتابه العزيز “ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً” {2}. 

وتتحدث هذه الآية على يوم القيامة حينما يندم المرء على صداقته من فلان الذي كان يؤكد له أنه يسير على الطريق الصحيح. ولا يشجعه على فعل الخيرات بل ينصره على الظلم والاضطهاد والافتراءات. وهو أسوء أنواع الأصدقاء الذي يحسن لك صورة نفسك وينصرك على ما يغضب الله.

معنى خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة

إن معنى خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة يكمن في ثناياه بعض من المصطلحات التي من الممكن أن يجهلها البعض. 

ومن بينها لفظ “شقاق” الذي يأتي من المصدر ش.ق.ق وتأخذ شكل صيغة المبالغة على شكل شقَّاق على وزن فعَّال. والرجل الشقاق هو المتكبر والفخور والذي يدعي ما ليس فيه. أي أنه دائم التفاخر والاغترار بنفسه وجاهه وهو أقل من ذلك بكثير.

وهذا النوع من الأصدقاء تسمى علاقته بالعلاقة السامة أو باللغة الإنجليزية Toxic relationship وهي علاقة تضر الطرف الآخر وتضعه تحت ضغط كبير ومستمر لأنه سيقارن نفسه بالآخرين ولن يرضى بحاله ذلك لأنه تأثر بهذا الشخص السام الذي ينشر سموم قلبه في قلب صديقه دون أن يشعر الآخر بذلك.

أما عن كلمة الوفاق فهي النقيض تماماً وتعني التعايش والتقارب والألفة والتوافق بين شخصين حتى يكونان بمثابة الروح الواحدة مقسمة على جسدين. وبالتالي فالتوافق بين الأصدقاء شرطا أساسياً لنجاح العلاقة.

والتوافق يكون في كافة المستويات وأهمها التوافق العقلي والنفسي والاجتماعي. لأنهم هم أساس أي علاقة ناجحة. ونسبة نجاح العلاقة التي تعاني من تفاوت في تلك المستويات بشكل ملحوظ لا تتخطى الـ 1% فقط لا غير.

ولفظه “خير الأصحاب” أي أفضلها وأحسنها وأخيرها التي يقل فيها التكبر والغرور ويزيد فيها أوجه الاتفاق والتطابق الفكري والثقافي والاجتماعي.

لأنه في حالة أن اختل هذا الميزان ستكون النتيجة غير مفضلة بالنسبة للطرف الأكثر طيبة ورقة في القلب والأكثر دينا وخلقا على حد سواء.

مفهوم الصداقة في الإسلام

الصداقة في الإسلام
مفهوم الصداقة في الإسلام

إن كلمة الصداقة تحمل معاني عديدة مثل الوفاء والإخلاص والحب والاهتمام. فهي علاقة يكون الرابط بين طرفيها هو الصدق الذي تخرج منه كلمة “الصداقة”.

والصدق والوفاء هما أهم صفتين يجب أن يتمتعنان بهما الصديق. وأوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة التأني في اختيار الصديق. حينما قال “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”. ويمكنك الاطلاع على صحة هذا الحديث وشرحه ومعانيه بالضغط على هذا الرابط.

وكي تختار الصديق جيداً عليك أن تخضعه لبعض الاختبارات أو الامتحانات التي من شأنها أن تظهر ما يخفيه عنك من طباع. عملا بقول المثل الشهير “الصديق وقت الضيق”. 

وبالتالي فإن الصداقة الحقيقة تظهر عند المواقف الصعبة التي تطلب رد فعل معين ينم عن أصل هذا الشخص وخصاله الحقيقة. مثل تعرضه لموقف الغضب لأن الكثيرون لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم أثناء غضبهم وبالتالي سوف يظهر ما يخفونه من طباع وخصال في هذا الموقف. وفي حالة إن حدث العكس فإن هذا الشخص سيكون صديقا جيداً يتمتع بالصبر والحكمة.

ويمكنك التعرف على معدن الصديق الجيد إذا وجدته حسن الخلق وحسن الدين وحسن السمعة والذكر الحسن بين الناس. وهو جدير بصداقتك له بلا شك.

ذلك لقوله صلوات الله وسلامه عليه “إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة”. 

كما أن الصديق الجيد يتسم بسلامة العقل والحكمة والطباع السوية الحسنة. وبذلك يكون خير معينا على إرشادك إلى الطريق الصحيح واتخاذ القرارات الصائبة ويساعدك على الفلاح والنجاح في كافة المجالات. 

فالصديق يقدم لصديقه الدعم النفسي والمعنوي والمادي إذا تطلب الأمر لصديقه حين وقت الأزمات. فهو يتمتع بالصدق والأمانة والإخلاص والوفاء. وتجده عند الشدة مثلما تجده في الفرح.

تأثير الصداقة على الحالة النفسية

صحة حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة
تأثير الصداقة على الحالة النفسية

إن الاعتقاد السائد يتحدث عن تأثير الصداقة الجيدة على الصحة النفسية للفرد. فهي تقوم بتعزيز شعور السعادة والراحة بوجه عام للفرد. كما أن الكثير من الدراسات أكدت على أهمية الدعم الاجتماعي في تقوية الصحة النفسية وتطويل العمر. 

على عكس الصداقة السلبية والوحدة والانعزال فهي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأمراض النفسية والفيروسية والأورام السرطانية وغيرها. كما أنها تسبب ارتفاع معدل الوفيات أيضاً.

وقامت تلك الدراسات على فكرة أن الأصدقاء الجيدين يلعبون دوراً هاماً في تشجيع أصدقائهم على إتباع أساليب صحية مهمة كما أنهم يقدمون الدعم والمساعدة عند الحاجة إليها. ويقومون أيضاً بتعزيز القدرة على التعايش مع المرض وأي مشاكل صحية أخرى.

فعلى سبيل المثال .. الصديق الجيد هو من يشعر بصديقه دون أن يتحدث. فهو يعرف متى يكون حزينا حقا ومتى يكون الأمر غير ذلك. فإذا أردت أن تختبره حاول الاختفاء عن الأنظار لفترة وحينها سوف تدرك حقا من سوف يشعر بالاغتراب في ظل عدم وجودك إلى جانبه.

وإذا وصلت إلى هذا السطر فهذا يعني أنك قرأت جميع سطور المقال القادمة ونقدر ذلك ونشكرك كثيراً. والآن ننتهي من الحديث عن صحة حديث خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقة. كما أننا تناولنا بنظرة عامة موضوع الصداقة. وكيفية اختبار حب الأصدقاء. كذلك كيفية التفرقة بين الصديق الجيد والصديق غير الجيد.

المصادر:

  • {1} سورة الحجرات الآية رقم 13.
  • {2} سورة الفرقان الآية رقم 27:29 .

إقرأ أيضاً: صحة حديث إلا لمشرك أو مشاحن

[ays_poll id=4]
Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button