هل سبق وتساءلت عن قصة أصحاب الاخدود؟ هل استوقفتك آياتها في سورة البروج وتساءلت عن السر وراء ذكر اصحاب الاخدود وقصتهم في بداية السورة؟ وما الفعل الشنيع الذي صدر من أصحاب الأخدود حتى كانت أول آية تقص حكايتهم تحمل تهديدًا ووعيدًا؟ كل هذا وأكثر سنجيب عنه من خلال مقالنا هذا المقدم من موقع دعاء المسلم.
قصة اصحاب الاخدود
أصحاب الأخدود هم رعايا آخر ملوك الحمير، وهو زراع بن تابان أسعد الحميري، المعروف بذي نواس. كان هذا الملك يهوديًا واعتنق عدد كبير من رعاياه المسيحية، فسار نحوهم بجيش لا حصر له من رجاله. حتى يجبرهم على التخلي عن دينهم الذي اعتنقوه وأعطاهم خيار القتل أو العودة إلى دينه. فاختاروا القتل وتحمل هذه المحنة بصبر فحفر لهم الأخاديد ثم أمر رجاله أن يلقوا بهم فيها. وأضرموا فيها النار حتى احترقوا وماتوا، وكان الملك يراقبهم وهو يحترقون وتعلو محياه بسمة انتصار. وأما عن عدد ضحايا الأخاديد فقد اختلف فيه قال البعض أنهم كانوا سبعين ألفا. وقال الآخر عشرين ألفًا، وقال البعض اثنا عشر ألفًا.
وجديرا بالذكر أن اصحاب الاخدود لا يقصد بها أولئك الذين دفعوا في النار. من قبل الملك الظالم وجنوده واحترقوا وماتوا فيه فيه. بل المقصود بأصحاب الاخدود هم من حفروها وألقوا الناس فيها. لذلك قال تعالى “قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ”. أي لعنوا بفعلهم الشنيع هذا.
قد يعجبك أيضًا
قصة أصحاب الأخدود مكتوبة
يمكن أن نروي قصة اصحاب الاخدود بالشكل التالي:
- كان هناك ملك له ساحر، وعندما كبر الساحر في السن طلب من الملك أن يرسل له فتى يافع. ليعلمه السحر وينوبه بعد موته. ففعل الملك، وفي طريق الغلام كل يوم للساحر، كان يمر براهب يتعبد، واستمر الحال هكذا بعض من الوقت.
- ثم في أحد الأيام عرف الساحر أن الغلام يجلس لهذا الراهب فأبرحه ضربًا.
- وشكا الغلام للراهب ضرب الساحر له فنصحه قائلًا: إذا كنت تخاف الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا كنت تخشى أهلك، فقل: حبسني الساحر.
- وفي أحد المرات صادف الغلام في طريقه دابة عظيمة حبست المارة، فقال اليوم سأعرف من هو الأفضل، الراهب أو الساحر. فأخذ حجرًا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أفضل من إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة.
- ثم ألق بالحجر فقتله، بعدها ذهب الصبي إلى الراهب وأخبره بما حدث. فقال له الراهب: يا بني، أنت أفضل مني اليوم، فلقد أتيت بما لم أتي به. لكن إن أصابك ابتلاء فلا تدلهم على مكاني.
- وأصبح الغلام يشفي الأعمى والبرص ويشفى الناس من كل الأمراض، فسمع بأمره جليس الملك. وهو رجل أعمى فأتى الغلام بالعطايا والهدايا كثيرة وطلب منه أن يشفيه.
- فقال الغلام: أنا لا أشفي بل الله يشفي، فإن كنت تؤمن بالله سبحانه وتعالى أدعو الله لك أن يشفيك.
- فشهد جليس الملك أنه يؤمن بالله، فدعا له الغلام فأبصر الرجل ورد له نظره وعاد إلى الملك. فسأله الملك: من أعادك بصرًا؟ قال: ربي فعل، قال الملك: ألك رب غيري ؟! قال: ربي وربك هو الله، فأخذ يعذبه حتى دله على مكان الغلام.
- فقال الملك للغلام: يا بني سحرك، قد بلغ به أن يشقي الأعمى ويبرئ الأكمه والأبرص. فقال: إني لا أشفي أحد الله من يشفي، فأخذه وعذبه حتى دله على الراهب.
- فجاءوا بالراهب للملك، فأمره أن يرجع عن دينه لكنه رفض، فأمسك الملك المنشار وشق الراهب نصفين. ثم جاءوا بجليس الملك، وخيروه بين الكفر أو القتل، فاختار القتل أيضًا.
- وأمر الملك رجاله أن يأخذوا الغلام إلى سفح الجبل ويخيروه بين الكفر أو أن يهوي من قمة الجبل. وعندما تسلقوا به الجبل قال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت، فارتعد الجبل بهم فسقطوا.
- وعاد الصبي للملك فتعجب وسأله عن رجاله، فقال له: لقد كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك مرة أخرى مجموعة من أصحابه بحمله في زورق ونقله إلى وسط البحر. وهناك أعطوه خيار ترك دينه أو الغرق.
- فكرر الغلام مقولة ” اللهم اكفنيهم بما شئت ” وعاد الغلام للملك سليم معافى.
- فسأله الملك: ماذا فعلت بأصحابي؟ قال: كفانيهم الله تعالى، ولن تتمكن من قتلي سوى من خلال شيء واحد. فسأله الملك: ما هو؟
- قال الغلام: اجمع الناس في مكان واحد واصلبوني على جذع، ثم خذوا السهم وأدخلوه في كبد القوس. ثم قل: بسم الله رب الغلام، واضربني. وإذا فعلت ذلك فسوف تقتلني.
- ففعل الملك كما قال الصبي، فمات الغلام، فقال الناس كلهم بصوت واحد: نؤمن برب الغلام. نؤمن برب الغلام، نؤمن برب الغلام.
- فأخذوا في حفر الأخاديد وألقوا فيها الناس وأحرقوهم. حتى أتت امرأة مع ولد صغير فأرادت أن ترجع عن دينها خوفًا على رضيعها. فتكلم الرضيع وقال: يا أمي اصبري إنك على الحق.
نعتقد أنه يهمك : قصص عن السعي في طلب الرزق
منطقة وقعت فيها قصة اصحاب الاخدود
تقع منطقة الأخدود في المملكة العربية السعودية وتمثل إحدى أهم المناطق الأثرية في المملكة. وتضم منطقة الأخدود في نجران العديد من الآثار والكتابات على الصخور والنقوش المكتوبة بأحرف خاصة. حيث تم رسم أشكال الحيوانات التي كانت منتشرة في هذه المنطقة منذ زمن بعيد. بما في ذلك الثعابين والخيول والجمال وغيرها. وفي الشرق من منطقة نجران يوجد جبل تصلان الأثري، حيث بنيت كعبة تصلان فوق هذا الجبل.
كرتون قصة أصحاب الاخدود
قصة أصحاب الاخدود للأطفال
قصتنا اليوم تدور حول أناس عاشوا في زمن مضى وآمنوا بالله عز وجل حتى تعرضوا لأبشع أنواع الأذى. لكنهم كانوا صبورين وثابتين على الحق.
الساحر والغلام
تبدأ القصة في قصر الملك آنذاك حيث كان ملكًا ظالمًا وكافرًا ادعى أنه إله مع الله. وأجبر قومه على عبادته وساعده ساحر كاذب على ذلك، لخداع عيون الناس الذين لا يصدقونه. وفعل ذلك من خلال قدرته على فعل الأشياء العجيبة، وعندما كبر هذا الساحر كان يخشى أن يموت سحره. لذلك طلب من الملك أن يعطيه فتى حكيمًا يعلمه فن خداع الناس ووراثة سحره. وبتأثيره على الناس بسحره يصبح الجميع خدمًا للملك ويحافظ له ملكه.
الراهب والغلام
وهذا الغلام كان مقدراً له أن يلتقي في طريقه إلى الساحر براهب يعبد الله ويعطيه العلم الحقيقي. فدعاه إلى بيته فأعجب الغلام بالراهب وأخذ ينهل من بحر علمه. وبات يتأخر على الساحر الذي كان يضربه في كل مرة يتأخر عليه.
ماذا قال له الراهب؟
وعندما اشتكى الغلام للراهب من قيام الساحر بضربه، قال له الراهب أن يخبر الساحر أن أهله منعوه من الخروج. وإذا كان يخشى أن يعلم أهله شيئًا عنه، يخبرهم أنه تأخر مع الساحر، وهكذا أنقذه الله. وفي يوم من الأيام عندما كان الصبي على وشك تلقي دروس السحر. مر بأناس تجمعوا بسبب وجود حيوان يسد طريقهم. فرأى أنها فرصة رائعة ليعلم أي طريق هو الصواب. طريق الساحر أم الراهب.
فقال ممسكًا بحجر: اللهم إن فضلت عمل الراهب على أمر الساحر فاقتل ذلك الوحش حتى يموت الناس.). لأنه كان يميل من داخله إلى الراهب، حيث كان لا يألف طباع الساحر الشرشرة. لكنه أراد أن يتأكد حتى يحسم أمره.
ماذا حدث للحيوان؟
عندما ألقى الحجر على الحيوان، مات على الفور وانطلق الناس إلى معايشهم. فلما ذهب إلى الراهب وأخبره بالقصة، قال له الراهب: لقد صرت أفضل مني. ما دام الله قد كرمك واستجاب دعاء من أمرت بقتله. لكنك ستلاقي الكثير من الصعوبات في طريقك، وأنا أطلب منك ألا تدل أحد على مكاني حتى لا أتعرض للأذى.
معرفة الملك بإيمان الغلام
واستمر الغلام في تردده على الراهب طويلا حتى علم الملك بإيمان الصبي بالله -علي- وقصة الوحش. وكيف قتله بإذن الله، فأمر جنوده بقتله. لكن في كل مرة كان ينقذ بقدرة الله وحمايته.
فقال له الغلام: إذا أردت قتلي اجمع الناس في مكان واحد وأطلق عليّ سهم وقل بسم الله رب الغلام. ففعل الملك ما طلب منه. وعندما مات الغلام عرف الناس أن الصبي كان على حق، وآمنوا جميعًا بالله أمام الملك وأتباعه. فقتل الصبي كان سببًا في إيمانهم بالله؛ ويأتي هذا من حكمة الصبي وحبه لنشر الإيمان بالله القدير.
حفر الأخاديد العظيمة
رأى الملك أن قومه يؤمنون بالله ولا يؤمنون به، فأمر جنوده بإشعال النار الهائلة وإلقاء فيها كل من آمن بالله. إلا من ترك إيمانه ولم يؤمن بالله. لم يتراجع أي منهم عندما علموا بالحقيقة وكان بينهم امرأة لديها طفل، لذلك أشفقت عليه وأوشكت على سحب دينها. لكن الله أنطق رضيعها قائلًا: “اثبتي يا أمي فإنك على الحق”.
مواضيع ذات صلة:
وبذلك نكون وصلنا لختام مقالنا عن قصة اصحاب الاخدود. ونأمل أن نكون قد حققنا لكم أكبر قدر من النفع والاستفادة إن شاء الله.