سوف نتحدث في هذة المقالة باذن الله تعالى عن أثر الصحبة الصالحة على الانسان في دينه ودنياه. كما نذكر نماذج من الصحبة الصالحة و كذلك قصص السلف عن الصحبة الصالحة. راجين من الله عز وجل أن تقع الفائدة من هذا المقال على قلب من يقرأه. بعد ذلك سوف نتطرق الى ثمار الصحبة الصالحة ،و بناء عليه سنذكر في نهاية المقال أقوال ابن القيم عن الصداقة.
الصحبة الصالحة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب عالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من منطلق لموضوع الصحبة الصالحة. فقد كان الصديق سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يمشي في المدينة فرأى صحابيا اسمه حنضله. فقد كان حنضله رضي الله عنه وأرضاه يبكي. قال الصديق ما لك ياحنضله تبكي؟!
قال نافق حنضله ،قال الصديق ولما ياأخي. قال حنضله نكون مع رسول الله ونحن والجنة كهاتين ،وأشار باصباعيه. ثم قال فاذا عافسنا الأهل ننسى. فمن تواضع الصديق رضي الله عنه قال له أنا كذلك ياحنضله. هيا بنا ننطلق الى رسول الله.
فبعد أن انطلقا وذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبراه بحال حنظله ،فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أما نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا. وأما أنتم ياحنظله فساعة وساعة. لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكه ولزارتكم في بيوتكم.
ولذلك عليك أخي الكريم ،أختي الكريمة أن تحيط نفسك بالصحبة الصالحة. لأن النفس تتأثر بما هو محيط بها. فلو كان صالح تأثرت به ولو كان فاسد والعياذ بالله أيضا تأثرت به.
قال الله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ” (1)
فقد بين الله سبحانه وتعالى طريق التقوى حيث قال وكونوا مع الصادقين. فما لم تحط نفسك بالمؤمنين الصادقين المستقيمين و كذلك الأتقياء لن تستطيع أن تطيع الله عز وجل.
نماذج من الصحبة الصالحة
لذلك تعد صحبة الأخيار بحد ذاتها عمل صالح ،حيث قال الله تعالى ” وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ” (2).
اعلم أخي المسلم أن أحد أكبر أسباب التوبة هي أن تكون مع الصالحين. كذلك تتمنى أن تكون مثلهم. تتمنى طهرهم وعفافهم واستقامتهم وأن تكون محبا لله مثلهم.
قال الله عز وجل:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”. (3)
كأن من اتبع الأراذل وأهل الشرك وأهل المعصية قد انسلخ من كل الايمان.
قصص السلف عن الصحبة الصالحة
أما عن قصص السلف الصالح عن الصحبة الصالحة فيحكى في التاريخ من جميل الحكايات والقصص. أن رجلان من التابعين ،أحدهما يقال له عبد الله بن صفوان ابن أميه. وهو من كبار التابعين. هذا التابعي له صديق اسمه الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعه ،وهذا أيضا قرشي. وكان بينهما صحبة شديدة لا يكادا يفترقان. وكان ابن أميه صاحب ابل ،حيث كان كل يوم يرسل الى صاحبه الحارث قربة من حليب الابل.
و على الرغم من شدة صحبتهما الا أنه في يوم من الأيام نزغ الشيطان بينهما ،فاختلفا ومن ثم ذهب كل واحد منهما الى داره. ذهب الحارث بن ربيعه بعدها الى أهله وسألهم ان كان وصل حليب الابل ،الذي اعتاد أن يرسله أميه صاحبه أم لا. قال أهله لا لم يأتي اللبن.
و على الجانب الأخر كان هناك أميه في بيته حيث أخبر أهله أن لا يرسلوا اللبن ،لأنه يخشى أن يرده صاحبه الحارث. ومن ثم كان الحارث خارجا من بيته فوجد صفوان بن أميه في طريقة. فقال له ولم تجمع علينا بين الهجر وقطع اللبن.
فلما سمع صفوان قول الحارث قال له والله ما دمت قلت هذا ،فلا يحمل القربه الا أنا. فحمل صفوان القربه على ظهره من منطقة جمح الى منطقة أجياد. مسافة كبيرة جدا قطعها صفوان اكراما لصاحبه. اطلع أيضا على قصص عن الرسول تبكي.
ثمار الصحبة الصالحة
اعلم أخي المسلم أن الخلاف بينك وبين أخيك قد ينتهي بكلمه طيبة وانتبه لنزغ الشيطان. فقد قال الله عز وجل “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.(4)
أقوال ابن القيم عن الصداقة
اقرأ المزيد:
