إن الصدق من أسمى الصفات وأجلَّها، بل إن الصدق كان الصفة الملازمة لحبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. ونجد في قصص من السلف الصالح عن الصدق، أسوة حسنة ومثالًا يحتذى به. وفي مقالنا اليوم المقدم من موقع دعاء المسلم سنقدم لكم مجموعة قصص متميزة من قصص السلف الصالح عن الصدق.
قصص من السلف الصالح عن الصدق
هنآك العديد من الأمثلة في حياة السلف الصالح عن الصدق، ونذكر لكم منها ما يلي:
قصة خطبة سيدنا بلال رضي الله عنه لأخيه:
قام بلال (1) رضي الله عنه بالتقدم لخطبة امرأة قرشية لأخيه، فوجه حديثه لأهلها قائلًا:
” نحن من قد عرفتم كنا عبدين فأعتقنا الله تعالى، وكنا ضالين فهدانا الله تعالى، وكنا فقيرين فأغنانا الله تعالى، وأنا أخطب إليكم فلانة لأخي، فإن تنكحوها له فالحمد لله تعالى، وإن تردونا فالله أكبر”.
فالتفتوا لبعضهم قائلين : بلال نحن نعرف سابقته ومشاهده ومكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا نرفض أخاه بعد الذي عرفناه، زوجوه، فلما انصرفوا الجمع قال أخوه له: غفر الله لك كان حريًا بك أن تذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتترك ما سوى ذلك فقال بلال : صه يا أخي، لقد قولت الصدق فأنكحك الصدق ” .
قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام
واستكمالا لقصص السلف الصالح قصة قصيرة عن سهل بن عقيل قال:
قد وعد سيدنا إسماعيل عليه السلام (2) رجلا أن يأتيه، فجاء النبي ونسي الرجل موعدهما، فعكف إسماعيل في مكانه وبات حتى جاء الرجل في الغد فقال له الرجل متعجبًا: ما برحت من هنا ؟
قال : لا، فقال الرجل: إني نسيت، قال سيدنا إسماعيل: ما كنت لأبرح حتى تأتيني.
فلقد كان سيدنا إسماعيل عليه السلام صادق الوعد، ووضح الله سبحانه وتعالى لنا هذا عندما ذكره في القرآن الكريم قائلًا : ” وَاْذكُرْ فِيْ اَلْكِتَابِ إِسْمَاعِيْلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوعد وكان رسولا نبيا “. (3)، وفي تفسير ابن جرير للآية يقول : يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : واذكر يا محمد في هذا الكتاب إسماعيل بن إبراهيم، فاقصص خبره إنه كان لا يكذب وعده، ولا يخلف، ولكنه كان إذا وعد ربه أو عبدًا من عباده وعدًا وفَّى به.
Ù Ø±Ø´Ø ÙÙ: Ùصص ع٠اÙاستغÙار
قصص عن الصدق مع الله
إن الصدق مع الله هو أثمن أنواع الصدق وأعظمها، وهناك الكثير من القصص عن الصدق مع الله نذكر لكم منها ما يلي:
في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم أسلم رجل من الأعراب وآمن بالله عز وجل وصدق برسوله وبما جاء به. وفي يوم طلب هذا الاعرابي من رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يأذن له أن يهاجر معه ويخرج في إحدي الغزوات.
وبعد انتهاء غروة خيبر حصد جيش المسلمون العديد من الغنائم، فقام النبي صلي الله عليه وسلم باقتسامها بين أصحابه كالعادة. ووصى اصحابه بمنح هذا الأعرابي جزء من الغنائم.
وعندما أعطى الصحابة هذا القسم المخصص من الغنائم إلى الأعرابي تعجب وسألهم: لمن هذا؟ فأخبروه بأنه نصيبه من غنائم غزوة خيبر وهبه رسول الله صلي الله عليه وسلم له.
فتوجه الأعرابي الي النبي وقال له : يا رسول الله، أنا لم اؤمن بك لتمنحني هذه الغنائم، ولكنني آمنت بك علي أن أطعن ها هنا فأموت فأدخل الجنة. – وهو يشير إلى حلقه – فقال له سيد الخلق والمرسلين صلي الله عليه وسلم : إن تصدق الله يصدقك.
أي أنه لإنك كنت صادقًا مع الله سبحانه وتعالى فيما قولت، فمنحك الله ما تتمنى بمشيئته سبحانه وتعالى .
ودخل الاعرابي في القتال ونال شرف الشهادة، فعاد به الصحابة إلى رسول الله مقتولاً فقال : أهذا هو ذلك الاعرابي ؟! فرد اصحابه نعم، فقال : صدق الله فصدقه، وكفنه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقام بالدعاء له قائلاً : ” اللهم هذا عبدك ، خرج مهاجرًا في سبيلك ، قُتل شهيدًا، و أنا عليه شهيد “.
اقرأ أيضا: سؤال وجواب عن الصدق
وهذة أيضًا قصة آخرى للصدق مع الله كان بطلها طفل صغير وبسبب صدقه تاب زعيم عصابة لصوص هو وكل عصابته.
حيث عندما كان الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله طفلًا صغيرًا وأراد السفر لطلب العلم أعطته والدته مبلغًا صغيرًا _ أربعون دينارًا_ وطلبت منه أن يصدق مع الله.
وبينما كان في طريق السفر هجمت عليه مجموعة لصوص، فاستوقفوه وسألوه عن ما يملك من مال، فأجاب بعفوية أنا في حوزتي أربعين دينارًا، فظن اللصوص أنه يسخر منهم وتركوه وذهبوا لمن بعده، وكلما سأله لص عن مقدار المال الذي معه أجاب نفس الإجابة، فهنا قرر اللصوص أخذه إلى زعيمهم.
عندما قابله زعيمهم سأله ما الذي حملك على أن تخبرنا بمقدار ما معك من مال، فأجاب الصغير:
خشيت أن أخون العهد الذي عاهدته أمي على أن أقول الصدق.
هنا بكى زعيم العصابة وقال:
أنت خشيت أن تخون عهدك مع أمك وأنا لا أخشى وأنا أخون عهدي مع الله؟
فأمر رجاله بإرجاع كل ما سرقوه وتابوا جميعًا إلى الله بسبب صدق هذا الشيخ الصغير.
اÙرأ Ø£Ùضا: اغرب Ùصص اÙاÙبÙاء
قصه عن الصدق كيف ينجي صاحبه
قديمًا قالوا ( الصدق منجاة )، لكنها أكثر من مجرد كونها مقولة، فالصدق حقًا ينجي صاحبه، وإليكم القصة التالية من قصص السلف الصالح عن الصدق و كيف ينجي الصدق صاحبه:
كان هناك حطاب يجمع الحطب، وكان أمامه كومة كبيرة من الحطب ليجمعها. وبينما هو منهمك في عمله أتاه رجل يفر من الأعداء وطلب منه أن يخبئه في مكان ولا يخبرهم عن مكانه.
فأمره الحطاب أن يختبئ تحت الحطب، وعندما جاء الأعداء سألوا الحطاب عن الرجل فأخبرهم أنه يختبئ تحت الحطب، فظن الأعداء أنه يسخر منهم ليضيع وقتهم ويمنح الرجل فرصة للهرب فانطلقوا يبحثون عنه، وعندما ذهبوا خرج الرجل من تحت الحطب وقال للحطاب مندهشًا:
أنت أخبرتهم عن مكاني!
قال الحطاب:
لو كنت كذبت لهموا بالبحث عنك تحت الحطب، ولكن لأني صدقت ظنوا أنني أكذب وابتعدوا يبحثون في مكان آخر، الصدق نجاك يا صاح!.
Ù Ø±Ø´Ø ÙÙ: Ùصت٠٠ع ÙÙا٠اÙÙÙÙ ÙاÙزÙاج
قصة قصيرة عن الصدق للأطفال
ومن القصص التي تعلم الأطفال الصدق قصة التي وردت عن السلف الصالح وتشير الى راعي الغنم الذي كان يكذب وهو يصيح:
- أنقذوني أنقذوني الذئب يأكل أغنامي!
وفي كل مرة يهب الناس مسرعين لإنقاذ غنماته، يضحك بصوت عالي وهو يقول:
- لقد خدعتكم، ما من ذئب في الأرجاء.
واستمر في خدعته هذه مرارًا وتكرارًا وفي كل مرة يأتي الناس ليقدموا له يد العون يسخر منهم ويقول لقد خدعتكم، حتى توقف عن الناس عن تصديقه وعلموا أنه كذاب.
وفي يوم من الأيام هجم عليه ذئب حقيقي وبدأ في التهام غنماته، فبدأ يصرخ وهو يطلب النجدة، لكن هيهات أن يلبي ندائه أحد!
جلس الراعي يبكي بين دماء أغنامه المسكينة وهو يقول:
- يا ليتني لم أكذب أبدًا!
وإلى هنا قراءنا الأعزاء نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي كان بعنوان قصص من السلف الصالح عن الصدق. وقد ذكرنا لكم مجموعة متنوعة من القصص عن فضل الصدق ومنزلة الصادقين. جعلنا الله وإياكم من الصادقين المتصدقين.
اÙرأ اÙ٠زÙد: تجربت٠٠ع اÙصÙاة عÙ٠اÙÙبÙ
المراجع:
(1) بِلَالٌ بنُ رَبَاح (المتوفى سنة 20 هـ) صحابي ومؤذن النبي محمد ﷺ ومولى أبي بكر الصديق. كان بلال من السابقين إلى الإسلام ومن المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا الإسلام.
(2) إِسْمَاعِيْل بن إبراهيم بن تارح نبي من أنبياء الله. وهو يعتبر أب النسب للعرب الإسماعيليين أي العرب القيدرايون والنبط والعدنانيون، وجد في عمود نسب النبي محمد.
(3) سورة مريم أية 54. وهذا ثناء من الله تعالى على إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، عليهما السلام . وهو والد عرب الحجاز كلهم بأنه ) كان صادق الوعد ). قال ابن جريج : لم يعد ربه عدة إلا أنجزها ، يعني : ما التزم قط عبادة بنذر إلا قام بها ، ووفاها حقها .
اقرأ المزيد:
- من هو النبي الذي تمنى الموت
- قصه قصيره عن الاخلاق والفضائل
- قصص عن الرسول تبكي
- اذاعة مدرسية عن الأخلاق
3 تعليقات