إن صفة الشجاعة من أفضل الصفات التي يمكن أن يتصف بها المسلم، ولنا في شجاعة علي بن ابي طالب أسوة حسنة ومثالًا يحتذى به، ومن خلال هذا المقال المقدم من موقع دعاء المسلم سنستعرض معًا شجاعة الصحابي علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
شجاعة علي بن ابي طالب
إن شجاعة علي رضي الله عنه كانت معروفة في المعارك و الغزوات، حيث يعرف أنه رضي الله عنه قد خاض 84 غزوة و معركة. ، ويمكننا أن نجد لكل غزوة ومعركة من هذه الغزوات والمعارك قصة.
ونذكر لكم منها غزوة بدر حيث وصل عدد قتلى الكفار وقتها لسبعين قتيلًا. ، ويروى أن علي رضي الله عنه قد قتل منهم خمسة وثلاثين مشركًا، أي أنه بمفرده قد قام بقتل نصف عدد قتلى المشركين في هذه المعركة.
وكذلك من مواقف شجاة سيدنا علي أنه في غزوة أحد قام علي رضي الله عنه بقتل كل من حملوا اللواء من جيش المشركين. فكلما مات واحد من حاملي اللواء وجاء غيره لينوب مكانه، يقضي عليه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
وأيضًا من شجاعته رضي الله عنه أنه كان جسده ممتليء بالإصابات فقد وصل عدد الجروح التي أصيب بها إلى أربعة وستين جرحًا. حتى أن الصحابة حملوه إلى الرسول عليه الصلاة و السلام وكان ينزف بشدة للحد الذي جعله غارقًا في دمائه.
بطولات علي بن أبي طالب
تعددت بطولات علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الأمر الذي رفع من مكانته وعظم من شأنه، ومن بطولاته ما يلي:
- عرف سيدنا علي بشجاعته حتى أنه لم يتخلف عن أي غزوة أو معركة من معارك الرسول، إلا تبوك، وكان تخلفه أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يتولى تنظيم شؤون المسلمين في المدينة.
- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسل لفتح خيبر مرتين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ولم يستطيعوا أن يفتحاها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: « لأعطين الراية غدا رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه»، فلما جاء الغد، دعا صلى الله عليه وسلم سيدنا علي فأعطاه الراية فانطلق وجاء فتح خيبر على يديه.
- وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عندما قام باستخلافه على المدينة في غزوة تبوك: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
- وقد عهد النبي إليه بأن محبته علامة تفرق بين المؤمن والمنافق، حي قال: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق»
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ». (1)
- من اللحظات الأولى في خلافته قد صرح بأنه سوف يعمل على تطبيق مبادئ الإسلام وسيعمل أيضًا على ترسيخ مبدأ العدل والمساواة بين الكل بدون تفضيل أو استثناء.
- اتصفت فترة خلافته بالمنجزات المدنية والحضارية العديدة، نثل تنظيم الشرطة وبناء مراكز متخصصة تهدف لخدمة العامة.
- هذا وقد ازدهرت الكوفة في عهد خلافته، وبنى فيها مدارس للفقه وللنحو وقد قام أبا الأسود الدؤلي بتشكيل حروف القرآن لأول مرة بناءًا على طلبه رضي الله عنه.
- وكذلك يرى بعض الباحثين أنه أول من قام يسك الدرهم الإسلامي الخالص.
Ù Ø±Ø´Ø ÙÙ: Ùصص ٠ؤثرة ع٠أخÙا٠اÙرسÙÙ Ù Ø٠د ï·º
شجاعة علي بن أبي طالب عندما نام في فراش الرسول ﷺ
في ليلة اليوم الأول من شهر ربيع الأول، هذا الشهر من السنة (13) للبعثة النبوية المباركة، والتي تعتبر صورة من صور الشجاعة والبسالة والفداء لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
فعندما اجتمع المشركون حول بيت الرسول صلى الله عليه وسلم يريدون قتله، وقد علم النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) بهذا الأمر وأخبر به عليًا مسبقًا، فبكى خشية نزول ضرر بالرسول ، لكن الرسول حين طلب منه أن يبات في فراشه.
سأله علي : أوتسلم يا رسول إن فديتك بنفسي؟! فرد عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعم ، بذلك وعدني ربي . فابتهل عليٌّ وابتهج بسلامة النبي، وتقدم بخطوات ثابتة نحو فراشه مطمئن البال، واتشح ببردته صلى الله عليه وسلم.
بات علي تلك الليلة في سرير النبي وكان مستعدًا ليتعرض للقتل مكانه، ووصل رجال من قريش لتنفيذ خطتهم الدنيئة، ولما أرادوا أن يضربوه بأسيافهم، ثار علي في وجوههم، فتشتت مساعيهم وانصرفوا عنه متفرقين ليبحثوا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
كما وقد كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم برد الأمانات التي تركها الكفار عنده لأصحابها.
اÙرأ Ø£Ùضا: اÙدرÙس اÙ٠ستÙادة ٠٠غزÙØ© اÙطائÙ
قصة علي بن أبي طالب مع عمرو بن ود غزوة الخندق
من المتعارف عليه قديمًا أن المعارك تفتتح بنازل اثنين أشداء من كل فريق، وفي غزوة الخندق عندما خرج عمرو بن عبد ود من صفوف المشركين وطلب من يبارزه، وكان يعرف بأنه من أشجع فرسان العرب. فقام سيدنا علي وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا له يا نبي الله، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه عمرو بن عبد ود، اجلس»، فنادى عمرو مجددًا بصوت أعلى: ألا رجل؟
فأذن له الرسول أن يقوم إليه، فخرج سيدنا علي من صفوف المسلمين وتوجه إليه وهو يقول: “لا تعجلن فقد أتاك.. مجيب صوتك غير عاجز.. ذو نبهة وبصيرة .. والصدق منجى كل فائز.. إني لأرجو أن أقيم.. عليك نائحة الجنائز.. من ضربة نجلاء.. يبقى ذكرها عند الهزاهز”.
فسأله عمرو: من أنت؟ فأجاب: أنا علي، فباغته بسؤال آخر: ابن من؟ قال سيدنا علي: أنا ابن عبد مناف، أنا علي بن أبي طالب، فقال: لديك يا ابن أخي مِنْ أعمامك من هو أكبر منك سنًا، فارجع فأنا أكره أن أريق دمائك، فأجابه علي: لكني والله لا أكره أن أريق دمائك.
فغضب بن ود غضبًا جمًا واستلَّ سيفه وكأنه شعلة من نار، ثم تجوه نحو علي غاضبًا بينما توجه علي نحوه بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فشقها، وثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجَّه، فقام علي رضي الله عنه وضربه على حبل العاتق. فوقع وثار الناس من حوله، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير والتهليل فعلم أن عليًّا قد انتصر”.
Ù Ø±Ø´Ø ÙÙ: اغرب Ùصص اÙاÙبÙاء
مواقف علي بن أبي طالب مع الرسول
لقد تعددت مواقف وبطولات سيدنا علي مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ونذكر لكم من هذه المواقف ما يلي:
- أشهر موقف هو مبيته رضي الله عنه في فراش الرسول كما ذكرنا سلفًا.
- الموقف الثاني يوم بدر، حيث أنه في بداية غزوة بدر خرج من المشركين عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، فخرج فتية من الأنصار، وقالوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال النبي “صلي الله عليه وسلم”:
“قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا عليّ”، فواجه عبيدةُ عتبة، وواجه حمزةُ شيبة، وواجه عليَ الوليد.
وبالنسبة لحمزة فلم يترك شيبة قبل أن قتله، وكذلك فعل عليَ مع خصمه، وبالنسبة لعبيدة وعتبة، فقد تساووا حيث جرح كلاهما الآخر، فركض حمزة وعلي بسيفيهما نحو عتبة فأجهزا عليه.
- عندما قدم الرسول وصحابته إلى المدينة أخى بين المهاجرين والأنصار، واختار الرسول صلى الله عليه وسلم علي ابن أبي طالب ليكون أخًا له، وهذا دليل على عظم محبة الرسول له.
- في غزوة خيبر قال الرسول صلى الله عليه بعد أن استعصى على المسلمين اقتحام الحصن: (لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ، أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ، غَدًا رَجُلًا يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، أوْ قَالَ: يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عليه فَإِذَا نَحْنُ بعَلِيٍّ وما نَرْجُوهُ، فَقالوا: هذا عَلِيٌّ فأعْطَاهُ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ عليه)، فباتوا جميعًا وكل واحد منهم يحلم أن ينال هو الراية، وقع الاختيار على سيدنا علي فجاء النصر على يديه رضي الله عنه.
وقد قال وقتها:
أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غاباتٍ كريه المنظرهُ
أوفيهم الصاع كيلَ السندره
- كان من القلة التي ثبتت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد عندما ساءت الأمور على المسلمين.
- كما أن سيدنا علي بن أبي طالب هو من أخذ بيد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقع في الحفرة في غزوة أحد.
- ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين.
- كان أحد كتاب الوحي الذين يكتبون القرآن الكريم في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- اتخذه الرسول واحدًا من سفرائه الذين كانت مهمتهم حمل الرسائل ودعوة القبائل للإسلام.
- استشاره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في العديد من الأمور لرجاحة عقله وبلاغة لسانه، مثلما استشاره في حادثة الإفك.
- كان قد شهد بيعة الرضوان وطلب منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقتها أن يدون وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه.
اÙرأ Ø£Ùضا: Ùصص ٠٠اÙسÙ٠اÙصاÙØ Ø¹Ù Ø§ÙصدÙ
مبارزة علي بن أبي طالب في معركة أحد
قد بدأت المعركة بمبارزة فردية بين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- وطلحة بن عثمان وكان هو من يحمل لواء المشركين يوم أحد.
ويقال عن هذه المبارزة: لقد خرج طلحة بن عثمان من بين صفوف العدو وكان يحمل بيده لواء المشركين، فصدح بصوته طالبًا المبارزة مرارًا وتكرارًا لكن لم يخرج إليه أحد فقال بصوتٍ عال: يا صحابة محمد إنكم تقولون زعمًا أن الله – تعالى -سوف يعجلنا بسيوفكم إلى النار، بينما يعجلكم أنتم بسيوفنا إلى الجنة، أفلا يريد أحد منكم أن يعجلني بسيفه إلى النار أو أن أعجله أنا بسيفي إلى الجنة؟ بعد هذه الكلمات برز إليه علي بن أبي إليه طالب – رضي الله عنه – وقال بلهجة تحمل في طياتها تهديدًا ووعيدًا:
والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار أو يعجلني بسيفك إلى الجنة.
فقام علي فضربه ضربة أدت إلى قطع رجل طلحة، فوقع على الأرض على إثر فقد قدميه لتنكشف عورته، فتوسل له قائلًا: يا ابن عمي، أنشدك بالله وبالرحم!
فرجع عنه علي رضي الله عنه ولم يقضي عليه، وانطلقت تكبيرات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، ووجه بعض الصحابة لعلي سؤالهم قائلين: أفلا أجهزت عليه؟ فرد عليهم: إنه ابن عمي وقد ناشدني الرحم عندما انكشفت عورته، الأمر الذي جعلني استحييت منه.
وبهذا أعزائا القراء الكرام نكون قد وصلنا معًا لختام مقالنا الذي كان بعنوان شجاعة علي بن ابي طالب، وقد سلطنا الضوء فيه على لمحات من حياة هذا الصحابي الجليل، وسردنا لكم جزءًا يسيرًا من بطولاته ومواقفه مع الرسول، فإن الوقت لا يسمح لنا أن نذكر لكم كل بطولاته ومواقفه، فنحن بهذا سنحتاج إلى مجلدات عديدة ولن نوفيه قدره أيضًا، ونتمنى أن يكون المقال قد نال على إعجابكم.
ذات صÙØ©: Ùصص ع٠اÙاستغÙار
اقرأ المزيد:
One Comment