التوكل على الله من شروط تمام الإيمان، ولنا في قصص الصحابة عن التوكل على الله أسوة حسنة وقدوة يحتذى بها. ومن خلال موقعنا دعاء المسلم سوف نستعرض معًا في هذا المقال مجموعة مختلفة من قصص الصحابة في التوكل على الله. لعلنا نستفيد منها ونتعلم من نهج الصحابة رضوان الله عليهم في طريق سيرهم الى الله عز وجل.
قصص الصحابة في التوكل على الله
نذكر لكم من قصص الصحابة في التوكل على الله مثل سيدنا أبو بكر وعثمان كما يلي:
عثمان بن عفان يجد أسبابًا ويتوكل على الله
هذا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يتفق مع معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – الذي كان واليًا على الشام آنذاك. ويسمح بركوب البحر لغزو قبرص وقد كان معاوية -رضي الله عنه- طلب مرارًا من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ركوب البحر.
لكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفض هذا الأمر خوفا على أرواح المسلمين. حيث لم يكن لدى المسلمين خبرة في الإبحار، وليس لديهم تجربة سابقة في ذلك. لكن الأمر بقي في ذهن معاوية رضي الله عنه.
ويصر معاوية على طلب الإبحار في البحر وفتح قبرص في زمن خلافة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – فاستشار عثمان من حوله في الأمر فوجده حسنًا. فأخذ بالأسباب ووثق بالله حق الثقة وأمر بإنشاء أول أسطول للمسلمين لغزو قبرص.
حيث استعان بأهل الخبرة من أهل مصر لبناء هذا الأسطول، وجعل أمر الإبحار اختياريًا. فمن أراد أن يصعد إلى البحر فليركب، ومن لم يفعل فلا لوم عليه، وبتوكل عثمان بن عفان على الله وأخذه بالأسباب حصل الفتح بإذن الله ونال المسلمون غنائم كثيرة.
أبو بكر الصديق توكل على الله وينفذ جيش أسامة
وهذا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – توكل على الله حق التوكل وأنفذ جيش أسامة بن زيد – رضي الله عنه – وتنفيذ جيش أسامة كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته أن ينفذ جيش أسامة ويزحف إلى الروم. فلما مات النبي – صلى الله عليه وسلم – تباطأ الجيش في التقدم؛ بسبب حزنهم على مرض رسول الله- وخبر موته.
فبموت النبي حدثت فتنة عظيمة، انشق على إثرها العديد من القبائل العربية عن الإسلام. حتى داهم الخطر المدينة المنورة، لذلك شعر الصحابة بخوف شديد على مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونصحوا أبو بكر بعدم إرسال جيش أسامة إلى سوريا للقاء الروم. وهذا من شأنه أن يعزز مكانة المدينة المنورة.
لكن موقف أبي بكر كان خلاف الصحابة، حيث كانت نيته في تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم واثقا في ربه ومتوكلًا عليه خير التوكل. فذهب الجيش ونفذ أمر النبي صوات الله عليه.
اقرأ أيضا: محبة النبي ﷺ
وبعد ذلك جاء النصر، ودب الرعب في نفوس كل القبائل العربية المرتدة شمال المدينة المنورة. لأنهم قالوا: لو لم تكن في المدينة قوة كبيرة لما استطاعوا هزيمة هذا الجيش العظيم. وبذلك أخلوا المدينة وزال الخطر عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا: قصص اسلامية هادفة
قصص وردت في القرآن الكريم عن التوكل على الله
ومن قصص التوكل على الله التي وردت في القرآن الكريم ما يلي:
نبي الله إبراهيم والتوكّل على الله
لقد توكل سيدنا إبراهيم على الله -تعالى- أيها توكل، وذكر لنا الله تعالى ذلك حين قال: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ* الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) سورة الشعراء اية (77-81). فقد توكل على الله -تعالى- في هدايته طريق الرشاد، وفي مطعمه ومشربه. وبرئه وسقمه، وفي كل أمور حياته وحتى مماته وما ينتظره يوم القيامة.
ويضرب لنا سيدنا إبراهيم مثلاً أعظم من ذلك في التوكل على الله حينما جاء الضرر من أهله وأرادوا رميه في النار. فحينها تجلى لنا عظم توكله على الله -تعالى-، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قال: (حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ).
لينقلب السحر على الساحر واستحالت برودة النيران لبرد وسلام على نبي الله إبراهيم، حيث بدل الله -تعالى- الموازين البشرية والحسابات الدنيوية. فقط عندما توكل إبراهيم -عليه السلام- عليه وركن إليه.
مقالات ذات صلة:
- قصص عن الصبر والفرج
- قصص عن الصبر على المرض
- دعاء مجرب لجلب الرزق بسرعة البرق مكرر 100 مرة
- قصص عن الاستغفار
نبي الله موسى والتوكّل على الله
كما وضرب نبي الله موسى أعظم الأمثلة في توكله على ربه، فعندما هرب مع نفر من المؤمنين من بني إسرائيل، وتبعهم فرعون مع جنوده بغيًا وظلمًا. وتفاجأ بحر عظيم الأمواج يسد الطريق عليه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قطع هذا البحر دون مقومات هائلة. وتتناسب مع هول هذا البحر كالسفينة وغيرها من المقومات المادية.
وبلغ هذا الخوف ذروته في قلوب نفوس من برفقته، وتسرب اليأس إلى قلوبهم، فقالوا وهم مستسلمون لموسى -عليه السلام-: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ). وكان رد نبي الله موسى أبلغ درس عملي في التوكل على الله حق توكله حيث قال: “كلا”. بصورة الواثق في فرج الله الذي يري الفرج أمام ناظريه.
وجاءت هذه القصة في تلك الآيات: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ* فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ). سورة الشعراء اية ( 60-63).
قصص عن التوكل على الله وحسن الظن به
ومن قصص التوكل على الله ما يلي:
قصة توكل النبي هود عليه السلام في دعوته على الله
- نعرف جميعًا أن هود عليه السلام قد أرسله الله إلى الناس كافة، حتى يدعوهم لعبادة الله تعالى ويهديهم لطريق الرشاد.
- · وأنزل الله الوحي لنبينا هود يأمره أن يدعو قومه لطرق عبادة الأصنام والشرك بالله، وأن يفردوا الله بالربوبية والعبادة.
- كان هود عليه السلام متوكلًا في دعوته لقومه على الله تعالى حق التوكل. حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم وهو يصف توكل نبيه هود عليه السلام على لسان هود: “إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراطٍ مستقيمٍ”.
- وتعتبر هذه القصة من أروع قصص التوكل على الله تعالى.
مرشح لك: دعاء سورة الواقعة
قصص عن التوكل على الله في الرزق
يقول رب إحدى الأسر وهو يحكي قصته عن التوكل على الله في الرزق:
ذات يوم مرض ابني مرضًا شديدًا واحتاج لعلاج باهظ الثمن، حتى أنه علي أن أعمل لستة أشهر متواصلة لأجمع ثمنه، وكانت حالة ولدي جد خطيرة. ولم يكن في بيتي سوي رغيف خبز وكوب حليب لولدي المريض.
وفي أثناء جلوسي بجانب ولدي الطريح الفراش، سمعت طرقًا خفيفًا على الباب، فتحت لأرى الطارق فإذا هو عابر سبيل يظهر عليه آثار السفر. بنبرة متعبة سألني عن شيء أقدمه له ليأكله.
لم يكن لدي سوى طعام ولدي المريض. لكنني فكرت هو عابر سبيل وغريب تقطعت به السبل ولا منفذ له، فتوكلت على الله وقدمت له الطعام عن طيب خاطر.
مر يومان بعدها وسمعت طرقًا مجددًا لأرى نفس السائل، لكن هذه المرة هو من أعطاني. كافئني بمبلغ من المال سيفرج كربي ويفيض لي خير كثير يكفيني لشهور. وقتها تذكرت: ” فلو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير”.
قد يعجبك أيضًا:
وبهذا أعزاءنا القراء الكرام تكون رحلتنا التي كانت بعنوان قصص الصحابة عن التوكل على الله قد انتهت، ونأمل أنكم قد استمتعتم برفقتنا في السطور السابقة.
One Comment